هبة زووم – أحمد الفيلالي
تُعاني مدينة سطات، التي شهدت في السنوات الأخيرة تحسنًا في خدمات النظافة بفضل الشركة الجديدة التي تدير القطاع، من أزمة حقيقية على مستوى تدبير النفايات.
فبينما يتوقع المواطنون أن تعكس هذه التحسينات الواقع في شوارع المدينة، تجد الأزبال تملأ الشوارع والأزقة، مهددة نظافة المدينة ومظهرا من مظاهر فشل تدبير قطاع النظافة.
في السابق، كانت المدينة تفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير في مجال النظافة، مما أدى إلى تدني جودة الحياة في بعض الأحياء. مع قدوم الشركة الجديدة، انتعشت آمال الساكنة في تحسين الوضع، وخصوصًا وسط المدينة وبعض المرافق العمومية.
بيد أن الواقع سرعان ما كشف عن معوقات في آلية التسيير، تتمثل أساسًا في غياب شفافية التدبير المحلي، وعدم مواءمة الرقابة لمطالب المواطنين، فضلًا عن محدودية أجهزة المساءلة.
هل يمكن القول إن مدينة سطات باتت مدينة نظيفة؟ الإجابة بكل وضوح هي لا! وحتى وإن كانت هناك بعض التحسينات في بعض النقاط، إلا أن سطات لا يمكن مقارنتها بأي حال من الأحوال بالمدن الأوروبية أو حتى بعض المدن المغربية التي استطاعت أن تحقق تقدمًا كبيرًا في مجال النظافة.
لكن هل شركة النظافة هي المسؤولة الوحيدة؟ بالطبع لا. فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع: المواطنون، المسؤولون، والمتاجر.
ففي الوقت الذي يؤدي فيه دور الشركة إلى تقديم خدمات نظافة محدودة، يبقى السلوك الفردي والوعي البيئي للمواطن هو العامل الحاسم في هذا المجال.
فهل يلتزم المواطن السطاتي بالحفاظ على نظافة الشوارع؟ هل يتصرف التجار بشكل مسؤول تجاه نفاياتهم؟ وهل يلتزم الباعة الجائلون بقواعد الحفاظ على النظافة؟
من السهل تحميل المسؤولية للمجلس الجماعي أو الشركة المكلفة بالنظافة، لكن من الصعب الاعتراف بتقصيرنا جميعًا تجاه هذه المدينة التي تستحق أكثر من ذلك.
من أجل تحقيق مدينة سطات نظيفة حقًا، يتعين أن تتحمل كل الأطراف مسؤولياتها تجاه الفضاء العام، وأن يصبح الحفاظ على النظافة جزءًا من ثقافتنا اليومية.

تعليقات الزوار