معهد سطات فوق صفيح ساخن.. نقابيو الصحة في مواجهة “التسلط الإداري” وغياب الحوار

هبة زووم – أحمد الفيلالي
في لحظة تتجاوز مجرد نزاع إداري أو خلاف عابر داخل مؤسسة للتكوين الصحي، تتحول ملحقة سطات للمعهد العالي للمهن التمريضية وتقنيات الصحة إلى ساحة توتر متصاعد، على خلفية ما يصفه الفاعلون النقابيون بـ”تضييق ممنهج على الحق في العمل النقابي ومظاهر تسيب إداري ممنهج يضرب أسس الحكامة داخل المؤسسة”.
المكتب المحلي للجامعة الوطنية للصحة المنضوي تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، أعلن في بيان صدر مؤخرًا عن دخول أعضائه في برنامج نضالي تصعيدي، يبدأ بوقفة احتجاجية يوم الخميس 19 يونيو الجاري، ويشمل اعتصامًا مفتوحًا لمدة أسبوع ابتداءً من 23 من الشهر ذاته، على أن تُختتم المرحلة الحالية بـوقفة احتجاجية أخرى يوم الاثنين 30 يونيو.
الاحتقان، بحسب ما نقله البيان، ليس وليد اللحظة، بل تراكم لسلوكيات وصفها المكتب بـ”العدائية” تجاه العمل النقابي، ويقول المحتجون إن المديرة بالنيابة تحولت إلى “خصم مباشر” لكل من يرفع صوته داخل المؤسسة دفاعًا عن الحقوق، حيث بلغت الممارسات، حسب تعبيرهم، حد تصوير المعتصمين، ومنعهم من الجلوس داخل المؤسسة، ورفض تسلم الشكايات، والتحريض ضد النقابيين سواء عبر عاملات النظافة أو بعض الطالبات.
ما كان يُفترض أن يكون فضاءً للتكوين المهني في ميدان حيوي كالصحة، أصبح ـ كما يصفه النقابيون ـ “فضاء مغلقًا أمام الحوار ومفتوحًا على كل أشكال الضغط والاستفزاز”.
فالمعهد، بدل أن يشكل امتدادًا لسياسات القطاع الصحي في تأهيل الأطر، أضحى ـ حسب قولهم ـ رهينة حسابات شخصية وعقلية تسلطية لا تعترف بمكانة العمل النقابي في بناء المؤسسة الديمقراطية.
ويحذر المكتب المحلي من خطورة “الصمت المريب” الذي تلتزمه الجهات الوصية، في وقت تتراكم فيه مؤشرات التوتر داخل المؤسسة. فالبيانات السابقة، التي وثّقت هذه الممارسات، لم تلقَ أي تفاعل رسمي يُذكر، مما يعزز، بحسبهم، شعورًا لدى مناضلي الجامعة بأن الإدارة المحلية محمية من المحاسبة.
بعيدًا عن التفاصيل الدقيقة للاعتصامات والوقفات، فإن هذا الصراع يسلط الضوء على سؤال أوسع حول مستقبل العمل النقابي في المؤسسات العمومية، خاصة في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم، حيث يشكل الحوار الاجتماعي أداة أساسية لضمان التوازن بين المهني والمؤسساتي.
ويقول فاعلون نقابيون إن ما يحدث في معهد سطات ليس حالة معزولة، بل يعكس نمطًا بدأ يتكرر في مؤسسات أخرى، حيث يجري “إفراغ النقابة من دورها التأطيري وتحويلها إلى خصم إداري مزعج يجب تحجيمه”.
وهو ما يجعل من المعركة التي يخوضها مكتب الجامعة الوطنية للصحة بسطات، معركة مبدئية تتجاوز حدود المطالب الآنية إلى الدفاع عن شرعية العمل النقابي ومكانته داخل المرفق العمومي.
يختم البيان بعبارات قوية: “لن نقبل بالترهيب، لن نرضخ للتضييق، وسنواصل المعركة حتى النصر”، وهي كلمات تعكس تصميمًا واضحًا من المكتب المحلي على المضي في مواجهة ما يعتبره سلوكات قمعية لا تليق بمؤسسة يفترض فيها أن تكون حاضنة للتعدد والاحترام المتبادل.
وفي غياب مبادرة عاجلة من الجهات المسؤولة لإعادة فتح قنوات الحوار ووقف ما يعتبره المحتجون “شططًا إداريًا”، تبقى الأجواء داخل المعهد مرشحة للمزيد من الاحتقان، في انتظار ما ستؤول إليه الأيام القليلة المقبلة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد