لقجع رئيس الجامعة يُنفق بسخاء على “الغير” ولقجع الوزير يتحجج بالجفاف والحرب عندما يتعلق الأمر بتسوية ملفات الأساتذة العالقة

هبة زووم – محمد خطاري
فجّر الأستاذ عبد الوهاب السحيمي، الناشط التربوي والنقابي البارز، نقاشًا واسعًا بتدوينة جريئة سلطت الضوء على ما وصفه بـ”التناقض الصارخ” في سلوك فوزي لقجع، الذي يجمع بين منصبين حساسَين: رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ووزير منتدب مكلف بالميزانية.
وفي التدوينة التي نشرها على صفحته، تساءل السحيمي عن منطق لقجع في الإنفاق، مشيرًا إلى أن الرجل لا يجد حرجًا في تغطية تكاليف إقامة وتنقل منتخبات أفريقية – مثل المنتخب التونسي مؤخرًا – فضلًا عن “شبهات” تتعلق بتحمله أجور مدربين أجانب، من بينهم بادو الزاكي كمدرب لمنتخب النيجر، في حين يتذرع بالعجز المالي، بسبب الجفاف والحرب في أوكرانيا، حين يتعلق الأمر بتسوية الملفات الاجتماعية الداخلية في قطاع التربية والتعليم.
وفي هذا السياق، اعتبر عدد من المتابعين للشأن السياسي والتربوي بالمغرب على أن لقجع، بقبعتيه المتنافرتين، يُجسد مفارقة غير مفهومة في تدبير المال العام: فحين يكون الحديث عن المنتخبات الأجنبية، تتسع الميزانية ويغيب التقشف؛ أما عند التداول في اتفاقيات سابقة موقعة مع النقابات أو الاستجابة لمطالب عادلة لفئات متضررة، فيُعاد تشغيل أسطوانة “الظرفية الصعبة”.
وأشار السحيمي إلى أن المغرب بات قبلة دائمة لمنتخبات أفريقية عديدة خلال تواريخ “الفيفا”، حيث يُشاع أنها تحظى بدعم كامل من الجامعة المغربية من حيث الإقامة والملاعب والنقل، دون أي توضيح رسمي للرأي العام عن طبيعة هذه الشراكات أو حجم الأموال المصروفة فيها.
هذا الإنفاق السخي، يقول عدد من المتابعين، يجب أن يُقابَل بشفافية ومحاسبة حقيقية، خصوصًا في ظل المطالب الاجتماعية المتزايدة داخل المغرب، ووجود ملفات عالقة في قطاعات حيوية مثل التعليم، كان يفترض بلقجع كوزير منتدب في الميزانية أن يعطيها الأولوية، لا أن يتملص منها بذريعة “الأزمة”.
وتساءل عدد من المتابعين عن مدى اتساق هذا السلوك مع منطق ربط المسؤولية بالمحاسبة، معتبرين أن التناقض بين دور لقجع داخل الجامعة وداخل الحكومة بات يطرح مشكلًا أخلاقيًا وسياسيًا، قبل أن يكون ماليًا، خاصة في ظل الغموض الذي يلف مالية الجامعة وعدم نشر تفاصيل اتفاقياتها مع الأطراف الخارجية.
ويبدو أن صمت لقجع المتواصل في وجه هذه الانتقادات، سواء داخل قبة البرلمان أو عبر الإعلام، يزيد من تأجيج الاحتقان وسط فئات واسعة ترى في هذا السلوك استخفافًا بمعاناة المواطنين وتملصًا من المسؤولية الحكومية التي يقتضيها موقعه الوزاري.
وفي انتظار رد رسمي، يبقى سؤال الأستاذ السحيمي معلقًا: لماذا يسخى لقجع على “الغير” حين يلبس بدلة الجامعة، ويشد الحزام على “أبناء البلد” حين يرتدي ربطة وزارة المالية؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد