فوضى الأزبال تغرق قلب طنجة القديمة وميكومار تفشل والساكنة تدفع الثمن

هبة زووم – إلياس الراشدي
تعيش المدينة العتيقة لطنجة وضعًا بيئيًا متدهورًا، وسط تنامي الانتقادات الموجهة لشركة “ميكومار” المفوض لها تدبير قطاع النظافة، والتي يُتهمها نشطاء وفاعلون مدنيون بـ”إغراق المدينة في الأزبال”، متهمينها بـ”العجز” و”العبث” في تسيير هذا القطاع الحيوي.
وفي هذا السياق، أثار أحد النشطاء المدنيين ضجة كبيرة بتدوينة قوية انتشرت على نطاق واسع، قال فيها: “اتقوا الله في مدينتكم. من العيب والعار الصورة التي أصبحت عليها المدينة القديمة لطنجة ونحن على أبواب فصل الصيف. الأزقة تحولت إلى مطارح للنفايات المنزلية ونفايات المطاعم والمتاجر، في ظل غياب تام لأي حس بالمسؤولية”.
وأضاف الناشط في تدوينته الغاضبة أن شركة ميكومار “تفعل ما تشاء، وبالطريقة التي تشاء”، متهمًا المنتخبين المفوض لهم تتبع الملف بالتقاعس والنوم العميق، إلى جانب السلطة المحلية التي لم تحرك ساكنًا رغم الكارثة البيئية التي تعيشها المدينة العتيقة، إحدى الواجهات الرمزية والتاريخية لطنجة.
ويرى عدد من المتابعين أن مشهد الأزبال المتراكمة وانتشار الروائح الكريهة لم يعد استثناءً، بل صار واقعًا يوميًا يعكس اختلالات عميقة في تدبير القطاع، ما يطرح أسئلة مشروعة حول نجاعة العقد الموقع مع الشركة المفوضة، وكذا مدى التزامها بدفاتر التحملات.
وتتهم فعاليات مدنية الشركة بانتهاج سياسة “العكر على الخنونة”، من خلال اعتماد حلول ترقيعية لا تمس جوهر المشكل، بدلًا من توفير أسطول كافٍ من الحاويات وتجديد المعدات وتكثيف الحملات الدورية، خاصة في الأحياء القديمة والسياحية.
كما حمّل النشطاء جزءًا كبيرًا من المسؤولية للمنتخبين الذين يتولون تفويض القطاع، متسائلين عن دورهم الرقابي الغائب، ومتهمين إياهم بـ”الانخراط في صمت مريب” إزاء تردي الوضع البيئي، في وقت تزداد فيه حرارة الصيف وينذر تراكم النفايات بمخاطر صحية حقيقية.
وبين فشل الشركة المفوضة في تدبير القطاع، وتقاعس المنتخبين، وغياب المبادرة من قبل السلطات المحلية، تبقى مدينة طنجة ـ وخاصة أحياؤها العتيقة ـ ضحية فوضى بيئية تخدش صورتها السياحية والثقافية، وتدعو إلى مراجعة شاملة لآليات الحكامة المحلية، في أفق إعادة الاعتبار لحق المواطنين في بيئة سليمة ومدينة نظيفة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد