أزيلال.. فوضى احتلال الملك العام تعمّق عشوائية المدينة وتعكس فشل التدبير الحضري

هبة زووم – أبو العلا العطاوي
في مدينة يفترض أنها عاصمة إدارية لإقليم جبلي غني بالمؤهلات الطبيعية والسياحية، تحوّلت شوارع أزيلال إلى فضاءات عشوائية تائهة بين البداوة والحضارة، تعج بكل مظاهر التسيب واحتلال الملك العام في مشهد يومي يُثير الاستغراب ويدعو إلى الحزن.
أرصفة المدينة، التي وُجدت أساسًا لتأمين تنقل المواطنين، أضحت مستعمرات مفتوحة للباعة الجائلين وأصحاب المقاهي والمطاعم والمتاجر، بل وحتى مواقف عشوائية للدراجات والعربات.
فالمواطن في أزيلال لم يعد يجد موطئ قدم على الرصيف، واضطر لأن يتقاسم الشارع العام، عنوة، مع السيارات والدراجات والتريبورتورات و”الكارو”، في تجسيد صارخ للفوضى وتراجع سلطة القانون.
الوضعية الكارثية، التي تحولت إلى نمط معيش يومي، تعكس فشلاً ذريعًا في التدبير المجالي من طرف المجالس المنتخبة والسلطات المحلية، الذين يبدون غير مكترثين بما يعيشه المواطن من معاناة في التنقل، وضياع للحق في الفضاء العمومي، وتدهور للذوق الحضري العام.
يقول أحد أبناء المدينة بتهكم لاذع: “من أراد أن يعرف ابن أزيلال، فليبحث عن الشخص الذي يسير في وسط الطريق مجبرًا لا مختارًا!”، في إشارة إلى الهوية الجديدة التي فرضتها الفوضى على سكان المدينة، والذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين صمت المجالس المنتخبة وتواطؤ بعض المسؤولين مع المستفيدين من الفوضى.
لقد تحوّلت أزيلال، بفعل هذا التراخي، إلى نموذج حي للفوضى العمرانية والاجتماعية، حيث اختلط الحابل بالنابل، وغابت إرادة الإصلاح، وتآكلت صورة المدينة، التي كان من الممكن أن تكون واجهة حضارية للإقليم بأكمله.
فهل يتحرك عامل الإقليم لإعادة النظام وتحرير الملك العمومي؟ أم أن أزيلال ستظل ضحية صراع المصالح ولامبالاة المنتخبين؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد