هبة زووم – جمال البقالي
في حادث مأساوي هزّ ساكنة حي أهلا بمدينة طنجة، توفي زوال اليوم الأربعاء رجل أربعيني بقسم الإنعاش بالمستشفى الجامعي، متأثرًا بإصابات بليغة ناجمة عن حروق من الدرجة الثالثة أصيب بها بعد أن أضرم النار في جسده وسط الشارع العام، غير بعيد عن فندق “أهلا” بطريق الرباط.
تفاصيل هذه الفاجعة تعود إلى صباح يوم الثلاثاء، عندما دخل الضحية، الذي كان يشتغل في مجال التجارة، في مشادة كلامية عنيفة مع شريكه التجاري أمام محل لبيع العقاقير.
ووفق شهود عيان، فإن الخلاف تطور بسرعة إلى صدام مباشر، قبل أن يُقدم الرجل الأربعيني، في لحظة مأساوية، على صب مادة قابلة للاشتعال على جسده وإضرام النار فيه أمام أنظار المارة وسكان الحي.
وقد سارع بعض الحاضرين إلى التدخل، وتمكنوا من إخماد النيران قبل أن تلتهم جسده بالكامل. في الأثناء، حلت السلطات المحلية والوقاية المدنية التي نقلت الضحية على وجه السرعة إلى مستشفى محمد الخامس، قبل تحويله لاحقًا إلى المركز الاستشفائي الجامعي نظرا لخطورة حالته، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة ظهر اليوم.
مصادر طبية أكدت أن الرجل أصيب بحروق بليغة غطّت مناطق واسعة من جسده، جعلت فرص نجاته ضئيلة رغم محاولات الإنقاذ.
وكان الضحية، وفق شهادات متطابقة، معروفًا بين سكان الحي بـ”حسن السيرة” و”الهدوء”، ما جعل الواقعة أكثر صدمة وغموضًا في دوافعها.
وفيما باشرت مصالح الأمن، تحت إشراف النيابة العامة، تحقيقًا معمقًا لتحديد ملابسات الواقعة والخلفيات الحقيقية التي دفعت الرجل إلى هذا التصرف الصادم، يتداول الجيران أن الخلاف التجاري قد يكون مجرد جزء من الصورة، ولا يستبعدون وجود تراكمات اجتماعية أو ضغوط نفسية قد تكون ساهمت في القرار المأساوي.
الحادثة أعادت إلى الواجهة أسئلة مؤرقة حول غياب التأطير النفسي والدعم الاجتماعي للأشخاص في حالات النزاع أو الأزمات، خصوصا في بيئة يغيب فيها الوسيط التجاري والقانوني والاجتماعي، ما يجعل من الانفجارات الفردية مخرجًا كارثيًا لبعض المواطنين في لحظات الهشاشة.
وتبقى الواقعة، إلى حين اكتمال نتائج التحقيق، ناقوس خطر يسلط الضوء على ضرورة إرساء آليات وقائية واستباقية للتعامل مع النزاعات التجارية والاجتماعية، وعلى أهمية التكفل بالصحة النفسية باعتبارها جزءا لا يتجزأ من السلامة العامة.
تعليقات الزوار