في عهد العامل الشعراني رصيف الناظور يُحتل باسم شباب “جيل Z”

هبة زووم – محمد أمين
في الناظور، لم يعد الرصيف مجرد مساحة للمارة، بل تحوّل إلى رمز فاضح لفوضى تدبير الملك العمومي، حيث تختلط التجارة العشوائية بالفوضى المرخصة، وتغيب الرؤية الحضرية خلف مبررات واهية تتستر وراء شعارات اجتماعية فضفاضة، كان آخرها – وفق متابعين – تبرير الاحتلال المتزايد للأرصفة باسم “جيل Z” وحق الشباب في العمل.
المدينة التي لطالما حلمت بأن تكون واجهة المتوسط الهادئة، صارت اليوم أشبه بمتحف مفتوح للفوضى اليومية: بائع متجول يفترش البطيخ على الرصيف، متشرد نائم منذ أيام على كرتونة تشهد على فقره، كراسي المقاهي تلتهم كل فراغ، عربات شواء تنفث دخانها في وجه المارة قبل أن تصل إلى الكفتة، وفي هذا المشهد، يُختزل المواطن في كائن يحاول فقط أن يمشي دون أن يموت.
منذ أشهر، تصاعدت شكايات الساكنة من تفاقم ظاهرة احتلال الملك العمومي في الناظور، دون أن تتخذ السلطات المحلية إجراءات حازمة.
بل يرى منتقدون أن العامل جمال الشعـراني، الذي يفترض أن يكون حامي النظام العام، يتبنى سياسة “السكوت المُبرر”، معتبرًا أن ما يحدث “تعبير عن الدينامية الشبابية لجيل Z”، بينما يصفه المواطنون بأنه تشريع غير معلن للفوضى.
ففي الوقت الذي تُعاقب فيه جماعات أخرى الباعة العشوائيين، تغرق الناظور في فوضى مكرسة؛ المقاهي تُمدّ طاولاتها حتى منتصف الطريق، سيارات تتوقف فوق الأرصفة بلا رقيب، والأسواق العشوائية تنمو في قلب المدينة كما تنمو الفطريات بعد المطر.
لا أحد ينكر أن الأزمة الاقتصادية تدفع آلاف الشباب إلى امتهان التجارة غير المهيكلة، وأن حماية أرزاقهم واجب إنساني قبل أن تكون مسؤولية إدارية.
لكن تحويل الأرصفة إلى أسواق مفتوحة دون تنظيم ولا مراقبة، هو إعدام تدريجي لحق آخر: الحق في المدينة، والحق في الحركة، والحق في العيش الكريم في فضاء منظم.
يقول أحد النشطاء المحليين: “حين يُبرر عامل الإقليم فوضى الشارع باسم جيل Z، فهو يسيء إلى هذا الجيل أكثر مما يدافع عنه. جيل Z يريد فرصًا، لا أعذارًا لتكريس الفوضى”.
خلف الصورة الدعائية لمدينة المتوسط الحديثة، تخفي الناظور واقعًا عمرانيًا متدهورًا، حيث تغيب الحكامة الحضرية وتغيب معها العدالة في استغلال الفضاء العام.
فالملك العمومي ليس ملكًا لأحد، بل هو حق جماعي، وعندما يتحول إلى غنيمة، تُختزل المدينة في فوضى تبتلع رصيفها وساكنيها معًا.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد