تقرير يفضح السرقة العلمية للنائب الثالث لرئيس جماعة تطوان ويؤكد أن أطروحته غير قابلة للطبع ولا للمناقشة لهذه الأسباب
هبة زووم – حسن لعشير
توصلت جريدة “هبة زووم” بتقرير مفصل حول أطروحة النائب الثالث لرئيس جماعة تطوان وأستاذ بكلية الأداب والعلوم الانسانية بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، ضمن الأطروحة المعنونة “السياسة الإستعمارية الإسبانية وعلاقتها بالصحافة (1912 – 1956)”، صدر عن محمد أرحو أستاذ بنفس الكلية يدرس شعبة التاريخ، باعتباره مشرفا على هذه الأطروحة، موجه الى عميد كلية الأداب والعلوم الإنسانية بتطوان.
التقرير يتهم الطالب الباحث “أ.ي” بسرقة دروس الأستاذ عبد العزيز الطريبق التي كان يقدمها هذا الأخير للطلبة، ومنهم صاحب الأطروحة “أ.ي”، الذي قام بسرقة تسعين صفحة من الدروس التي دأب الأستاذ الطريبق على تقديمها لطلبة الماستر سابقا في مدرسة فهد للترجمة بمدينة طنجة.
الأستاذ عبد العزيز الطريبق صاحب أطروحة جامعية، بالفرنسية، حول الصحافة الوطنية بشمال المغرب الخاضع للاستعمار الإسباني خلال فترة الحماية (1912-1956)، ترجم منها مقاطع طويلة حول خصوصيات الصحافة الوطنية بتطوان، خلال تلك الفترة، بغرض تدريسها في أقسام الماستر التي اشتغل بها منذ أكثر من عشر سنوات، وسلمها لطلبته.
يقول الأستاذ محمد ارحو في تقريره باعتباره مشرفا على الاطروحة التي يعدها الطالب الباحث “أ.ي”، أن العمل الذي أنجزه الطالب الباحث غير قابل للطبع ولا للمناقشة، معللا ذلك بتغيير الطالب الباحث لعنوان الأطروحة الأصلي وهو (الأنساق العامة للصحافة بشمال المغرب من خلال السياسة الإستعمارية في عهد الحماية الإسبانية، الى العنوان الجديد السياسة الإستعمارية بتطوان وعلاقتها بالصحافة (1912 – 1956)، هذا العنوان الجديد لا علاقة له بالعنوان الاصلي المسجل بالكلية.
ويقول الأستاذ صاحب التقرير أن العمل المقدم ليس من إنجاز الطالب الباحث “أ.ي”، وأنما هو عبارة عن تلفيق ونقل شبه حرفي من مؤلفات الغير ، وبالخصوص من كتاب محمد الحبيب الخراز الذي يحمل عنوان الصحافة بشمال المغرب من التأسيس الى الاستقلال، الصادر بتطوان سنة 2012، (انظر مثلا الصفحات 172 — 239/ 255 — 328 ) وكتابات محمد عزوز حكيم وخاصة وثائق الحركة الوطنية بشمال المغرب ، مما يؤكد أن الطالب الباحث انس اليملاحي ارتكب اخلالا بالقواعد العلمية ، إضافة إلى عدم استيفاء الطالب لجوانب التحليل والتوثيق اللازمة في كل عمل جامعي جاد ، ولم يعتمد في عمله على محتويات اي ارشيف وعلى رأسها الارشيف الاسباني.
كما لم يعتمد الطالب على الصحافة التي كانت تصدر بالمنطقة الخليفية في عهد الحماية باعتبارها المادة المصدرية المهمة والرئيسية في أطروحة موضوعها متعلق بالصحافة، لاسيما ان المنطقة تزخر بمكتبة مهمة من الجرائد التي كانت تصدر في عهد الحماية تؤرخ لتاريخ الحركة الوطنية بالمنطقة وتاريخ الحماية هناك.
كما اتهم التقرير الطالب بعدم إلمامه بموضوع أطروحته والدليل على ذلك ادماجه المواضيع لا تمت لها بصلة، فالقسم الأكبر من الأطروحة عبارة عن قضايا تعتبر خارج الموضوع، مثلا من الصفحة 7 الى 243، كما تخلو الأطروحة المزيفة من عمل التوثيق مثلا من الصفحة (265 الى 256)، ليس هناك أي حالة مرجعية.
كما لم يأخذ الطالب بعين الاعتبار، يقول التقرير، التصحيحات والملاحظات التي قدمها له الأستاذ المشرف وخاصة على مستوى ضبط البيبليوغرافية وهو شرط أساسي في البحث.
هذا، فالأطروحة في صيغتها الحالية غير قابلة للطبع ولا للمناقشة لكونها تدخل ضمن السرقة العلمية وخيانة المبادئ الأخلاقية والادبية، وهنا يشرئب السؤال المحوري هل جميع الأساتذة الجامعيين الحاملين لشهادة الدكتوراه كلهم نزهاء فضلاء في الابحاث التي أنجزوها لنيل دكتورة الدولة؟