هبة زووم – الحسن العلوي
تنقلت بين العديد من المدن سواء للعمل، وكلما عدت لمدينة شيشاوة الألوف والحنون يصيبني الإحباط، لطالما راودني سؤال لم أجد له جواب: كيف تحولت يا شيشاوة إلى أرملة شاخ بها الزمن؟
وا، مدينتي، شتان بين ما قرأته عن ريعانك في كتب التاريخ وعشت جزء منه في طفولتي و ما غدوت عليه.. أرى كيف أتلف العامل الكراب مكتسباتك وزرع مكانها برامج هلامية، مدينة شيشاوة تحولت إلى مرتع لرؤساء مصالح على باب التقاعد، أو كلما أريد إعفاء أحدهم وقضاء عطلة تم تعيينه بمدينة شبشاوة.
قطاعات خارجية تحتل بنايات فخمة دون حصيلة ملموسة في الساحة الشيشاوية ومنها “السياحة، الثقافة ، الإستثمار، التعمير وإعداد التراب، وكالة التنمية الإجتماعية، الصحة…” ، حيث باتت من مألوف لدى الرأي العام المحلي أن يعاينوا لافتات لمؤسسات إدارية دون أن يعلموا عن برامجها لأن مدرائها أصلا ليس لديهم برنامج أو استراتيجية، فكيف ننتظر منهم حصيلة أو نتائج ملموسة باستثناء البعض النادر الذين أضاءوا شموعا في عتمة الظلام التنموي الشيشاوي.
أرى يا مدينتي كيف تأثرت برياح الأنا وحب التسلط والبحث عن اقتناص الفرص التي تعصف من آن إلى آخر بكل ما يمكن أن يعيد لك الاعتبار بفعل فاعل مجهول أو مبني للمجهول أو ضمير مستثر تقديره هو.
المنطق يقتضي ألا يتهرب كل مسؤول أو مدير من مسؤولياته الرسمية والمهنية في مدينة كانت إلى حدود الأمس عروس قبل أن تتحول إلى أرملة شاخ بها الزمن، ولكن الفاشلين ينكرون على الآخرين هذه الحقيقة ويسعون إلى تبرير التقصير في واجباتهم وممارستهم مستعينين بفلسفة العزلة التي يرعونها كوسيلة لضمان سلطانهم ويسخرون لها ما لذ وطاب من البهرجة المدفوعة الثمن.
