الوالي الجامعي يفتقر لقيمة “صناعة الفعل” وإبعاده أصبح ضروريا لإخراج وجدة من نفقها المظلم
هبة زووم – محمد أمين
إن الحديث عن مدينة وجدة أو المدينة المنسية ليس سردا عن مدينة افرزتها حرب عالمية ولا حتى عن منطقة منكوبة ضربها الزلزال أو اجتاحتها كارثة طبيعية أخرى، بل عن مدينة اعتبرت المركز الجغرافي لشرق المملكة، لكنها تعاني حاليا في عهد الوالي الجامعي النسيان ونال منها الفساد وأنهكتها سنوات التهميش و الإقصاء لسبب ما!!!
المدينة التي تميزت بخيراتها و عطائاتها و تنوعها البيئي و مؤهلاتها التي جعلت منها في فترات سابقة قطبا متكاملا يساهم بشكل كبير في بناء المغرب الحداثي.
فعندما يفتقر الوالي الجامعي إلى قيمة “صناعة الفعل” والتراكمية لبلورة تصور سياسي، ويختار النمط الهجين في تصييد الفرص ومحاولة الركوب عليها، فإن ذلك يضعه في خانة الإفلاس الفكري والسياسي.
ورغم محاولات تكييف الفعل على أنه يدخل في خانة البراغماتية، وضوابط اللعبة المتقلبة والمعقدة، هذا المنطق “الماكر” هو ما ظل يميز تعاطي الوالي الجامعي مع الأحداث والوقائع السياسية، والمناسبات واتخاذها كمطية في محاولة الركوب عليها لما يخدم طرحه الحقيقي، متوهما في الوصول إلى ما يطلق عليه في أدبياته بـ”مرحلة النصر والتمكين”.
هناك فوارق بين واجهة منمقة للزائر و خلفية تعيش سنوات الضياع، فقد قاومت المدينة الأبية وصمدت طويلا، لكنها في نهاية المطاف قوضت أركانها واقتلعت جذورها التاريخية فلم يكن للمدينة اليتيمة إلا أن تستسلم لأمرها المحتوم في عهد الوالي الجامعي الذي قضي عليها، وآلامها تتضخم يوما بعد يوم، وجراحها غويرة، رسمت العقليات المتولية أمر المدينة خدوشا عصية على الاستيعاب…
واقع خاص من طراز آخر جعل المدينة تفقد كل شيء من أبسط أولويات ومقومات الحياة، لم تعد مدينة بل هي سجن معنوي ومقبرة لمن بقي من أهلها على قيد الحياة، ومن أهلها من اختار الهجرة من أجل حياة كريمة في مدن مجاورة متنكرا لأصله، ومنهم من آثرها سجنا ومقبرة له، مقبرة للجميع للصغير والكبير والشيخ والشاب والرجل والمرأة، والأمي والجاهل والعالم والمبدع…
اليوم البوابة الشرقية للمغرب أصبحت في حاجة لدماء جديد لتجديد شبابها ونفض التراب عنها لاستنهاض همم رجالاتها، وهذا لن يتم إلا باستبعاد الوالي الجامعي، الذي وضعها في خانة النسيان، ولما لا محاسبته؟؟؟