هبة زووم – محمد خطاري
إنها أعمدة شامخة ذات مصابيح كهربائية معطلة هي عناوين بارزة وعريضة للإهمال ولامبالاة المسؤولين المعنيين تجاه ما تعرفه شوارع وأزقة مدينة سيدي بنور، الغارقة في الظلام الدامس بسبب غياب الانارة العمومية بالرغم التنبيهات المتكررة التي نوجهها باسم المواطنين بين الفينة والأخرى إلى القائمين على تدبير الشأن المحلي، لكن ظهر جليا أنهم غير مبالين ولا مهتمين بقضايا الساكنة التي أوصلتهم الى مراكز القرار.
إذ أن مشكل انعدام الانارة العمومية مازال يقض مضجع المواطنين ويثير غضبهم وسخطهم فكلما أرادوا أن يتجولوا ليلا، إلا ويصطدمون بواقع مرير يحمل في طياته مجموعة من الأسئلة الحارقة حول المنجزات والخدمات الجليلة التي قدمها رئيس المجلس الجماعي الحالي، الذي يقال أنه قدم او سيقدم استقالته.
والشعارات الفضفاضة التي رفعها أعضاؤه إبان الحملة الانتخابية السابقة المصحوبة بوعود أبان الزمان أنها انتخابوية لا أقل ولا أكثر، والتي ما زالت ساكنة المدينة تقرأ اللطيف وتنتظر بفارغ الصبر تفعيلها على أرض الواقع.
وإذا كنا بين الفينة والأخرى نلفت انتباه المسؤولين الاقليميين والمنتخبين الى هذه الظاهرة التي أسالت الكثير من المداد وخلقت موجة من الاحتجاجات والانتقادات اللاذعة، إلا أن الاقصاء والتهميش و اللامبالاة هي الصفات البارزة لمن بيدهم الأمر مع غياب استراتيجية واضحة لتنمية محلية شاملة ومستدامة.
إن الانارة العمومية هي دعامة أساسية لمحاربة الجريمة بكل أشكالها وأنواعها، لأنها مرتبطة بالأمن العمومي وفي غياب عنصر واحد من هذه العناصر تختل العلاقة ويتهاون التوازن الاجتماعي وبالتالي تبرز ظاهرة الجريمة كالقتل واعتراض السبيل والاغتصاب والتشرميل وترويج المخدرات وكل الممنوعات بالأزقة والشوارع المظلمة، التي يشتغل بها رجال الأمن في ظروف أقل ما يقال عنها أنها صعبة وخطيرة.
ليبقى السؤال العريض الذي ينتظر الاجابة عنه من طرف المسؤولين هو السبب وراء ضعف الإنارة العمومية وانعدامها بأغلب شوارع المدينة ودخول مناطق واسعة بالمدينة في ظلام دامس، رغم وجود مصلحة تقنية بجماعة سيدي بنور، لها آليات وموارد بشرية تعمل جاهدة على قدم وساق، فهل هذا الخلل ناتج عن مشاكل تقنية تقف وراء ذلك؟ أم أن هناك أشياء نجهلها ويعلمها خبراء هذا الميدان؟
وعلى كل حال فالوضع يتطلب الجدية في العمل، ولا بد أن نحيط المسؤولين مرة أخرى أن مدينة سيدي بنور عرفت مؤخرا توسعا عمرانيا ونموا ديمغرافيا كبيرين، كان من الواجب أن تواكب هذا التطور عقلية متطورة للقيام بإصلاح هذا القطاع الحيوي، وذلك بتحديثه وتطويره وتغيير شاحناته المهترئة والمعطوبة التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على اليد العاملة ليلعب دوره المجتمعي المرتبط أساسا بالأمن العمومي وبالتالي تفادي الكثير من حوادث السير القاتلة و الجرائم التي تحدث يوميا، خصوصا أن الإنارة حق من حقوق الإنسان وركن من أركان التنمية المحلية فهـــل مـــن مجيـــب؟؟؟
تعليقات الزوار