سيدي بنور: تتناسل العربات المجرورة بالدواب تساءل العامل بوكوطة الذي أصبح وجوده كعدمه
هبة زووم – محمد خطاري
إنها قرية سيدي بنور يا سادة! وليست مدينة سيدي بنور، لأن الحمير والبغال والكلاب وقطعان الأغنام لا تفارق أبواب منازلنا رغم أننا لسنا مذنبين بل ضحايا سياسة التطبيع التي يمارسها العامل بوكوطة، الذي لم يحاول اجتثات مظاهر البداوة في وقت يتسابق مجلسها الإقليمي والجماعي لجلب الاستثمارات وضح أموال لإعادة تهيئتها.
أليس من التناقضات نهج العامل بوكوطة دعم محظوظين لأسباب يعلمها الخاص والعام إضافة لمؤسسات قطاعية لها تمويلها الوزاري في وقت تعيش خزينة العمالة جمودا.
ليبقى التساؤل لماذا سياسة التخلص من المكتسبات عوض تثمينها؟ هل أصبح الممتلكات عالة على العامل يدبر قرية سيدي بنور؟
تتناسل العربات المجرورة بالدواب بمدينة سيدي بنور كأنها خلايا سرطانية يقتضي إجراء عملية جراحية مستعجلة لإيقافها، حيث تحولت من وسيلة لكسب القوت اليومي، إلى وسيلة للإستثمار، حيث يتم كراؤها للغير بأثمنة تتراوح مابين 30 و 100 درهم لليوم الواحد، لاستعمالها في أهداف مختلفة من نقل المواطنين وعرض البضائع والسلع…
إذا كان القانون يعاقب على العديد من المخالفات التي قد ترتكب من طرف أصحاب العربات المجرورة، وإذا كانت سلامة المواطنين مشتركة بين الجميع من سلطات محلية ومجلس الجماعي وأمن ومجتمع مدني، فإن طابع المنطقة الفلاحي يستوجب على جميع المتدخلين في شؤون المدينة، خصوصا وأن المدينة أصبحت اقليما وجب معه القيام بتنظيم أصحاب هذه العربات والتدخل لأجل توعيتهم بواقعهم، مع ضرورة التعاون لما فيه مصلحة الجميع، خدمة لسلامة البيئة وصحة المواطنين والحفاظ على جمالية المدينة وحرية التنقل بسلام في الشوارع، وإيقاف نزيف الحوادث المؤلمة التي تقع بين الفينة والأخرى بسبب هذه العربات.
فساكنة سيدي بنور تحلم بمدينة تأويهم، يرفضون أن تظل سيدي بنور مدينة العربات المجرورة بامتياز، بل يتوقون إلى فضاء أجمل يكبر فيه أطفالهم بعيدا عن عربة وحمار يتقاسم معهم الطريق والسير والأكل والنوم أحيانا.
وفي انتظار أن تتحقق أحلامهم لازالوا يثقون فيما ستسفر عنه تحركات الثلاثي المسؤول في مواجهة الظاهرة قصد تحقيق ذلك.