فاس: الوالي زنيبر غيب المنطق وصمته شجع الفاسدين على وضع أيديهم على المال العام
هبة زووم – الحسن العلوي
فاس الوديعة، الجميلة، الهادئة واليتيمة، لا تستطيع نزع الحداد وهو أمر واقع، لا يختلف حوله إثنان، المستفيد من خيراتها يقر بأنها في حداد، وخائب الرجا من لم تسعفه ظروفه للاستفادة، يقول أيضا بأنها في حالة حداد، فيما المواطن البسيط لا تخطئ عينيه، كون ملامحها شاحبة، أعينها جاحظة، يرتسم الأسى ببشاعة على ملامحها…
ومنهم تيار الشر الذي تقوى، وصار يجرف كل شيء وقف أمامه، سواء قاومه أو كان عابرا مسالما.. فكما عبر العالم، فكما عبر الوطن، فكما بالمدينة، فكما بالقرية.. وحيثما وليت وجهك، تشاهد شرا يطارد خيرا، وشرير يشد خيرا من خناقه ويعنفه.. والمارة يتفرجون ولا يتحركون لنصرة المظلوم، لأن أكثرهم أشرار، والأخيار منهم ركنوا للسلم مسالمين بدورهم يترجون النجاح لأنفسهم من بطش الأشرار، وزاد زينة شر الأمة عرسان الشواذ انفجارا هنا وهناك وهنالك..
فهل وصلت فاس إلى هذا الحال؟ أم خطط للنتيجة منذ زمان.. وكل من بالسفينة غافل، جاهل، تائه، حائر.. ركابا وسائقين؟
التيارات بكل أنواع الرجال، حروبهم في الخفاء وصامتة، بقرارات النفوس وبنظرات الأعين وبالهمسات والسكنات والحركات والكلمات… الصراع بنوعيه الصامت والناطق الجامد والمتحرك لا محال مستمر.. وتجد التعبير عنه في كل المجالات وفي كل القطاعات وفي كل الساحات.. كل منهم يؤسس لفرض ثقافته وسلوكه ورؤيته إلى المجتمع..
تغييب الوالي زنيبر للمنطق وصمته أمام المفسدين الذين يعملون على تطويع القانون وتحييد رجال السلطة لوضع أيديهم على المال العام بالمدينة العلمية، وبالطبع سيكون مهاجم وسيكون مقاوم..