فاس تبكي حظها مع بقاء الوالي زنيبر
هبة زووم – أبو العلا العطاوي
إذا كان المسؤولون بفاس بقيادة الوالي زنيبر يرجعون سبب السنوات العجاف تنمويا بفاس إلى غياب استثمارات وميزانية ضخمة، فإني أقول لهم أن المخططات والمشاريع والرؤى لم يواكبها أدنى اهتمام بالقيمة الطبيعية والتاريخية للمدينة نظرا لغياب الحس الوطني للدفاع على مكتسبات المدينة.
وكان ممكنا أن تتحول المدينة لوجهة وطنية ودولية للبحث عن الهدوء الطبيعي والهروب من التلوث وبشاعة صورة الإسمنت، لكن العاصمة العلمية لم تنل حظها تنمويا من الأموال والرساميل في عهد الوالي زنيبر الذي جرب جميع أنواع الأخطاء بما فيها سماحه بوصول فاسدين إلى رئاسة مجموعة من الجماعات.
وبقيت فاس عرضة للإهمال والتخريب بعدما كانت مدينة بكل معنى الكلمة في الخريطة التنموية للمغرب، فكيف يتخذون من غياب ميزانية ضخمة ذريعة لإخفاء فشلهم في وضع تصور تنموي حقيقي للمدينة، لأن المال لا يعني التنمية، بل حسن التدبير والاستماع للآخر، ولو كان صحيحا أن الميزانية من تخلق المشاريع لكنا اليوم وسط نسخة من مدينة أبوظبي الإماراتية و الدوحة القطرية ، لكن للآسف كان المال العام بفاس يتم استهلاكه فرديا عوض جماعيا وتحولت فاس العذراء طبيعيا إلى أرملة تبكي حظها العاثر في مسؤولين على سن التقاعد يحلون بها قبل انتهاء مسارهم المهني.
وحيث أن المؤهلات الطبيعية وحدها لا تكفي، فقد استقطبت المدينة خلال السنوات الأخيرة مجموعة من الاستثمارات والمخططات، لكن لم يكلف أحدهم نفسه بتقديم الاقتراحات والتوجيهات بأخذ البعد الطبيعي والبيئي بعين الاعتبار ليزحف الإسمنت وتتناسل العلب الإسمنتية كالأعشاب الضارة وسط الحقوق المزهرة.