هبة زووم – محمد خطاري
إن الحديث اليوم عن الأطفال في وضعية الشارع بالعاصمة الإقتصادية أصبح أمرا جوهريا مستعجلا، لأننا أمام مستقبل ملغوم بقنابل قد تعصف بمجتمع إنساني برمته، مجتمع يتباهى بالسكون والهدوء والتنمية، لكن يخفي في حقيقته سلوكات فتية ممزوجة بسم قاتل لا يرحم مستقبلا.
صحيح أن هناك أطفال في وضعية الشارع، لكن الجماد لا ينجب عقولا ولا قلوبا. الجماد يمتاز بالثبات، وفي ثباته عبرة طبيعية رحيمة، حيث أن المقاربة السوسيولوجيا للواقع الاجتماعي أمست تفرض ذاتها على كل باحث أو عالم اجتماع.
فالرغبة في فهم الواقع الاجتماعي، لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال ممارسة النقد السوسيولوجي لهذا الوضع، الذي أصبح يندر بمستقبل خطير تعج فيه الجريمة بأشكالها، وتنتعش فيه كل السلوكات الوحشية.
لقد أمسينا نعيش في مجتمع متناقض ومعوج، يعيش فيه الجاهل سيدا، ويموت فيه العالم مظلوما، مجتمع أصبحت تنتعش فيه جمعيات، ومنظمات وهمية تتسلق وتتقمص أدوارا اجتماعية، لكن هي في الحقيقة تتستر وبدون قصد على بركان خافت قد يعصف بمستقبل كل القيم الإنسانية، عاجزة (الجمعيات والمنظمات) على تقديم حلول موضوعية لعدة ظواهر اجتماعية.
تعليقات الزوار