هبة زووم – الحسن العلوي
في ظل التمزق القائم بمدينة مراكش نتيجة استراتيجية عمودية لم تراع أدنى شروط الشراكة والتشارك من طرف مسؤولي المدينة، أضحت عدة مشاريع أطلالا بدون روح وآخرها ما يسمى بأسواق القرب.
وهنا يتفق الشارع المراكشي على ضرورة البحث عن سبل لتحرير شوارعه ورصيفه من الباعة والفراشة ومخلفات ممارساتهم التجارية غير المهيكلة.
وهو ما جاء عبر مقاربة منطادية بتنزيل أسواق للقرب لإيواء أرباب هذه التجارة غير المهيكلة بتمويل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي لا يهمها من المشاريع إلا الأسماء والأرقام المهولة للأرصدة المحولة دون اكتراث لمدى قدرتها على تلبية احتياجات أو قبولها من طرف الفئة المستهدفة.
ولتبقى عبارة عن مشاريع تنزيلية، سرعان ما رفضها ممارسو الأنشطة غير المهيكلة بمراكش من خلال امتناعهم عن ولوج أسواق القرب وخروجهم للشارع للاحتجاج في وقت اختار اضطر آخرون التسليم للأمر الواقع والدخول لهذه الأسواق بسبب الحملات الموسمية التي تشنها اللجن المختلطة..
ففي الوقت الذي كانت ساكنة مراكش تمني النفس وينتشي بأحلام وردية جميلة رسمتها الشرطة الإدارية بالمدينة من خلال وعودها باسترداد حق المواطنين من الرصيف والساحات العمومية التي ظلت مستعمرة لعدة سنوات.
ونحاول جاهدين ثني المتشائمين منا، وتحفيزهم بعبارات الصبر والصمود بكون الحملة التي شنتها وتشنها الشرطة الإدارية لتحرير الملك العام بمراكش ستكون عامة على كل المحتلين وأن تطبيق القانون سيكون على كل المواطنين بشكل سوي، ما سيعيد بدون شك لمدينتنا بهائها المُفْتَقَد منذ عقود.
وفي الوقت التي كنا فيه من أشد المتفائلين بأن مراكش ستجد مكانتها ضمن اهتمامات من بيدهم أمر ذلك (الوالي شوارق والرئيسة فاطمة الزهراء المنصوري)، من خلال إشارات وحتى ضمانات وفيديوهات رصدت الصغيرة والكبيرة واستمعت لمعظم الفاعلين في ملف الملك العمومي قصد تسليط الضوء على قضية بأطرافها المتعددة وضحيتها الوحيد هو المواطن المحروم من حقه في الرصيف والملك العام.
كنا متفائلين أنه آن الآوان لأن تسترد الدولة هيبتها وتفرض تطبيق القانون وتستعيد حاضرة مراكش الغارقة في صمتها وصمت أهلها الحقيقيين حظها من ساحاتها العمومية ورصيفها المغتصب عنوة، وستُعوضُ سنوات النسيان والتهميش إن لم نقل سنوات الضياع بالتفاتة كبرى تشبه الْتِفاتات سابقة ولاحقة لمناطق وأقاليم ومدن مجاورة لنا كانت إلى وقت قريب محطة لتوقف حافلات النقل العمومي الرابطة بين المدن.
تعليقات الزوار