هبة زووم – طه المنفلوطي
تشهد ضواحي مدينة الرشيدية ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات الجريمة، حيث أدى انتشار المخدرات، ولا سيما مادة الكيف والشيرا والقرقوبي، إلى تفاقم هذه المشكلة.
وتشير بعض التقارير إلى أن سوء تقدير جهاز الدرك الملكي وبعض العناصر المحسوبة عليه متورطة في ازدهار هذه التجارة غير المشروعة، في أفضل الحالات بالصمت غير المفهوم، مما يشكل عائقًا كبيرًا أمام مكافحتها.
فالتساهل في التعامل مع ظاهرة تجارة المخدرات بكل أنواعها يؤدي إلى تفاقم المشكلة وانتشارها بشكل أوسع، ويحول المنطقة المذكورة لأسواق حرة لها، مما يستدعي تضافر الجهود لمواجهتها.
وذلك نتيجة مساهمتهم بحظ وافر في تساهلهم مع المجرمين، وغض الطرف عن شكايات المواطنين وعدم أخذها بالجدية المطلوبة، علما أنها تستوجب تدخلا مستعجلا بعيدا عن كل الممارسات المشينة، كما هو حاصل بالمنطقة المومأ إليها التي يفتقر المشرفون عليها لروح المسؤولية والكلمة الطيبة..
واقع مزري تعيشه الرشيدية سببه تغييب العقل المغربي في الممارسة اليومية تحت ضغط الحياة التي أصبحت معاناة حقيقية لمعظم الساكنة باستثناء المحتكرين للثروة وهم قلة قليلة، وسقوط عدد كبير منهم في موبقات التخدير الذي ينضاف إلى تخديرهم الممنهج ليستمر الوضع على ما هو عليه.
فانتقلت أصناف المخدرات من تلك الرديئة مثل الكيف والشيرة إلى المخدرات الصناعية التي تباع بمبالغ مرتفعة، لكن مستلزماتها لا تساوي سعر التراب، وهي من آخر أجيال المخدرات وأقصد بها مخدرات الأفران الزرقاء.
هذا، وأرجعت مصادر الجريدة فشل قيادة الدرك الملكي في محاصرة الشبكات الناشطة في تجارة المخدرات إلى الطريقة التي يعتمدها القائد الجهوي، والتي أثبتت وثبت فشلها إلى حدود الساعة.
وأضافت، ذات المصادر، على أن الفشل الذريع للدرك الملكي بالرشيدية أصبحت تغطيه عناصر ولاية الأمن بالرشيدية، والتي تمكنت، بناء على معلومات دقيقة توفرها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من إحباط محاولات عديدة لتهريب مخدر الشيرا، وتوقيف عدد من الأشخاص لارتباطهم بشبكات إجرامية تنشط في التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية، في مناطق كان على العناصر الدركية أن تتحرك فيها لوقف هذه التجارة.
اليوم، لم يعد مفهوما النشاط التجاري المريح “الحرام” الذي تشهده مناطق اشتغال العناصر الدركية بالإقليم، فإذا كانت جميع القطاعات قد عرفت الأزمة والصعوبة في نشاطها ورواجها، فإن قطاع المخدرات على العكس من ذلك، عرف انتعاشا ملحوظا..
فاليوم لم يعد مسموحا بالخطأ، فإذا كان ضعف فاعلية عناصر الدرك الملكي بالرشيدية يعود لقلة الموارد البشرية، فعلى رئيسها أن يراسل قيادته للعمل على توفير عناصر أكثر لوضع حد لتغول تجار المخدرات، وإذا كان الأمر بسبب فساد بعد عناصره فعلى القيادة الجهوية أن تتحرك قبل فوات الآوان، لأن الرشيدية تعتبر خط الدفاع الأول على الوطن وضعفها سيثقل كاهل الجهة الشرقية بأكملها؟؟؟
تعليقات الزوار