أشرف اشهبار – الحسيمة
يشهد إقليم الحسيمة، وبالأخص منطقتي تساسنت وتغانمين، انتشاراً واسعاً للبناء العشوائي، وذلك في تحدٍ صارخ للقوانين ولجهود السلطات المحلية.
ورغم محاولات عامل الإقليم حسن زيتوني، إلا أن هذه الظاهرة تتفاقم بشكل ملحوظ، مما يثير العديد من التساؤلات حول الأسباب الكامنة وراء هذا التسيب، ودور المسؤولين في مكافحة هذه الآفة التي تهدد النسيج العمراني للمنطقة.
الغريب في الأمر أن قائد إزمورن هو آخر من يعلم بما يجري ويدور بتراب الملحقات التابعة له، وذلك بالرغم من كون المقر الإداري للقيادة يوجد في قلب ازمورن وغير بعيد عن مكان التسيب العمراني في تساسنت وتغانمين والنواحي.
ولا يقتصر تأثير البناء العشوائي في تساسنت وتغانمين على الشوهة البصرية، بل يتعداه إلى التأثير سلبًا على البيئة، فغياب شبكات الصرف الصحي السليمة والتخلص العشوائي من النفايات يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية والأراضي الزراعية، مما يهدد الصحة العامة للساكنة. بالإضافة إلى ذلك، فإن البناء على أراضٍ غير مستقرة يزيد من خطر حدوث انهيارات أرضية خلال فصل الشتاء، مما يعرض حياة المواطنين للخطر.
وفي هذا الإطار، يقدم بعض المتتبعين للشأن العام المحلي بالمنطقة نماذج من البناء المتنامي الأطراف على خط الطريق الرابط بين حي “تيغانمين” وحي “ما وراء القدس”، حيث العشرات من المنازل والبنايات التي تبنى بشكل عشوائي أمام أعين السلطات التي لا تنام، وبدون رخص أو التقيد بضوابط التعمير الجاري بها العمل في هذا الإطار.
ومما لم يعد مفهوما أن هذه البنايات أصبحت تنمو وتنتشر كالفطر في واضحة النهار، بل الغريب في الأمر أن أبطالها في بعض المرات رجال وأعوان سلطة، الذين أقدموا على بناء منازلهم بشكل عشوائي ودون الخضوع للمسطرة القانونية، وكمثال على ذلك رجل سلطة أنشأ في جنح الظلام منزلا فوق ارض تابعة للأملاك المخزنية DERO، ليكون بذلك “الفقيه لي نتسناو بركتو دخل للجامع ببلغتو”.
فهل سيتحرك العامل المعين حديثا لوضع حد لما يحدث في نفوذه الترابي، في ظل الأعين التي قيل عنها يوما أنها لا تنام، إلا أنها أصبحت في الفترة الأخيرة نائمة ونعل الله من أيقظها؟؟؟

تعليقات الزوار