أزمة النظافة تطيح بصورة طنجة وليموري يختار سياسة “العكر على الخنونة” للتغطية على فشله في تدبير القطاع

هبة زووم – محمد خطاري
تواجه مدينة طنجة، التي كانت تُعرف بجمالها ونظافتها، أزمة حادة في قطاع النظافة، فشوارع المدينة وأحياؤها تشهد تراكمًا للأزبال، مما يشكل تهديدًا صريحًا للصحة العامة والبيئة، لكن هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل هي نتيجة تراكم المشاكل وغياب الإرادة السياسية الحقيقية لحلها.
وفي هذا السياق، يمكن القول أن أزمة النظافة تتفاقم في طنجة يوماً بعد يوم، حيث تتكدس الأكوام من النفايات في الشوارع والساحات والأحياء، مما يشوه المنظر العام للمدينة ويؤثر سلبًا على حياة المواطنين، هذا الوضع أصبح يهدد بتفشي الأمراض والأوبئة، ويضر بالبيئة البحرية والبرية.
وفي محاولة منها لتصحيح الوضع لجأت جماعة طنجة إلى التعاقد مع شركات خاصة لتدبير قطاع النظافة، إلا أن هذه الشركات لم تنجح في تقديم الخدمات المطلوبة، فالتقصير في جمع النفايات، وعدم صيانة الحاويات، والتأخر في تفريغها، كلها أمور تشير إلى فشل واضح في أداء هذه الشركات.
ومن الواضح أن هناك غيابًا تامًا للرقابة على أداء الشركات المكلفة بتدبير النظافة، فلم يتم اتخاذ أي إجراءات حاسمة ضد الشركات المخالفة، مما شجعها على الاستمرار في التقصير، كما أن المجلس الجماعي لم يلعب دوره الرقابي المطلوب، مما زاد من تفاقم الأزمة.
وتتعدى تداعيات أزمة النظافة في طنجة الجانب البيئي والصحي، لتطال الجانب الاقتصادي والسياحي، فالصورة السلبية التي تشكلها المدينة بسبب تراكم الأزبال، تردع السياح والمستثمرين، وتؤثر سلبًا على الاقتصاد المحلي.
وفي محاولة لتغطية على الفشل الذريع في تدبير قطاع النظافة، تنظم الجماعة لقاءات وندوات “لتدارس واقع ورهانات التدبير”، ولكن هذه اللقاءات لا تعدو كونها محاولات يائسة لتجميل الواقع وإخفاء حقيقة الوضع.
وفي الاتجاه الآخر، يعبر المواطنون الطنجاويون اليوم عن استيائهم العميق من الوضع، ويطالبون بتحرك عاجل من السلطات المعنية لحل هذه الأزمة، فهم يطالبون بزيادة عدد العمال ووسائل النقل، وتحسين صيانة الحاويات، وتطبيق عقوبات صارمة على الشركات المخالفة.
وعندما نقارن طنجة بمدن أخرى حققت نجاحات في مجال النظافة، ندرك حجم الفشل الذي تعانيه المدينة، فمدن أخرى استطاعت أن تحافظ على نظافتها رغم الظروف الصعبة، وذلك بفضل التخطيط الجيد والإرادة السياسية القوية.
وفي الأخير، يمكن القول أن أزمة النظافة في طنجة ليست قضية عابرة، بل هي قضية تتعلق بجودة الحياة والصحة العامة والصورة التي تقدمها المدينة عن نفسها.
إن الحلول لهذه الأزمة تتطلب إرادة سياسية حقيقية، وتضافر جهود جميع الفاعلين، من مسؤولين ومواطنين وشركات، فطنجة تستحق أن تكون مدينة نظيفة وجميلة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد