لقجع.. الرجل القوي الذي لا تستفيد منه أندية البطولة الوطنية؟
هبة زووم – محمد خطاري
يشهد المشهد الكروي المغربي حالة من التراجع الملحوظ على مستوى الأندية الوطنية، خاصة بعد انسحاب فوزي لقجع من تسيير شؤون البطولة ومرافقة الأندية، وهو ما انعكس سلبًا على وضعيتها المالية وأدائها الفني.
النتيجة باتت واضحة أمام الجميع: فقدان الأندية لأبرز نجومها لصالح فرق مصرية وليبية وجزائرية، وعجزها عن منافسة نظيراتها إقليميًا وقاريًا.
في المقابل، تتحرك الجامعات الكروية في دول مجاورة، مثل ليبيا والجزائر، لدعم أنديتها عبر استقطاب مستشهرين ورعاة محليين بمبالغ مالية ضخمة، رغبةً في تطوير كرة القدم لديها، بينما ينحصر اهتمام الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حاليًا في المنتخبات الوطنية والتحضير للتظاهرات القارية والدولية، تاركةً الأندية في مواجهة مصيرها وحدها.
أندية دون دعم.. وجامعة تراقب من بعيد
المقارنة مع الوضع في الجوار تُظهر أن الاتحاد الليبي لكرة القدم، على سبيل المثال، يحرص على ضمان موارد مالية مستدامة لأنديته، كما يلعب الاتحاد الجزائري دورًا نشطًا في توفير مستشهرين وممولين، مما يمنح الأندية استقرارًا ماليًا يساعدها على التنافس بقوة.
أما في المغرب، فالدور الذي تلعبه الجامعة لا يتجاوز صرف المنحة السنوية، دون أي تدخل استراتيجي لدعم الأندية في البحث عن مستثمرين أو تأمين عقود رعاية قوية.
هذا الواقع يطرح تساؤلات ملحة: هل بات على الأندية المغربية البحث عن حلول ذاتية دون أي دعم من الجامعة؟ أم أن الأخيرة مطالبة بإعادة النظر في استراتيجيتها لتشمل الأندية بجانب المنتخبات؟
لقجع.. الرجل القوي الذي لا تستفيد منه الأندية!
من المعروف أن فوزي لقجع يمتلك قدرة تفاوضية كبيرة ونفوذًا واسعًا في الأوساط المالية والرياضية، ما يجعله قادرًا على إقناع الشركات المحلية والدولية بالاستثمار في الأندية الوطنية.
غير أن هذه القوة لم تنعكس على البطولة الوطنية بالشكل المطلوب، حيث لا تزال الأندية تعاني ماليًا، فيما يُنظر إلى الجامعة باعتبارها قاطرة تسير بسرعة “تيجيفي”، بينما البطولة تمضي بسرعة “طاكسي صغير”!
إن كان الهدف هو النهوض بالكرة المغربية بجميع مكوناتها، فإن الحل لا يكمن فقط في التركيز على المنتخبات، بل في تمكين الأندية من موارد مالية مستدامة، سواء عبر شراكات قوية مع القطاع الخاص أو عبر استراتيجيات تسويقية حديثة.
فالكرة الوطنية لن تتطور دون أندية قوية قادرة على المنافسة محليًا وقاريًا، ولن يتحقق ذلك إلا إذا ركبت الأندية القطار السريع بدل أن تُترك لمواجهة مصيرها وحدها.