اعتداء وحشي على أستاذ في الخميسات يستنفر النقابات ويجر وزير التعليم للبرلمان للمساءلة

هبة زووم – محمد خطاري
أثار الاعتداء الوحشي الذي تعرض له أستاذ لمادة الفيزياء بثانوية بمدينة الخميسات صدمة واسعة في الأوساط التعليمية، بعد أن باغته تلميذ داخل الفصل الدراسي ووجّه له طعنة غادرة على مستوى الرأس، ما استدعى نقله على وجه السرعة إلى مستشفى ابن سينا بالرباط نظرًا لخطورة إصابته.
الحادث، الذي كشفته النائبة البرلمانية ربيعة بوجة في سؤال كتابي موجه لوزير التربية الوطنية، يسلّط الضوء مجددًا على تصاعد موجة العنف داخل المؤسسات التعليمية، والتي باتت تهدد سلامة الأطر التربوية وتطرح تساؤلات جادة حول مدى فاعلية الإجراءات الأمنية والتربوية للحد من هذه الظاهرة.
هذا، وقد أثار الاعتداء استنكارًا واسعًا في صفوف النقابات التعليمية، التي أكدت أن الأستاذ الضحية مشهود له بالكفاءة والتفاني في أداء واجبه التربوي.
وطالبت النقابات الوزارة الوصية بتحمل مسؤوليتها، واتخاذ تدابير صارمة لحماية الأساتذة من مثل هذه الاعتداءات، التي أصبحت تتكرر بشكل ينذر بالخطر.
وفي هذا السياق، تساءلت البرلمانية بوجة عن الخطوات العاجلة التي ستتخذها الوزارة للحد من العنف المدرسي، داعية إلى ضرورة رد الاعتبار للأساتذة الذين يتعرضون لمثل هذه الأحداث المؤلمة أثناء مزاولة مهامهم، وتفعيل مقاربة أمنية ناجعة داخل المؤسسات التعليمية لحماية الأطر التربوية والتلاميذ على حد سواء.
وتعكس هذه الحادثة مدى استفحال ظاهرة العنف داخل المدارس المغربية، والتي لم تعد تقتصر على المشادات اللفظية، بل تجاوزتها إلى اعتداءات جسدية خطيرة، وسط غياب إجراءات وقائية حقيقية.
فبينما يتعرض الأساتذة لاعتداءات متكررة، يظل السؤال مطروحًا: إلى متى سيظل رجال ونساء التعليم في مواجهة مباشرة مع التهديدات دون حماية قانونية ومؤسسية تضمن أمنهم وسلامتهم؟
الحادثة تسلّط الضوء أيضًا على ضرورة إعادة النظر في السياسات التربوية والتأديبية داخل المؤسسات التعليمية، وتعزيز دور الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في معالجة مشاكل العنف والانحراف وسط التلاميذ، إلى جانب تفعيل تشريعات أكثر صرامة لحماية الأساتذة وردع المعتدين.
وفي ظل هذا الوضع المقلق، يترقب الرأي العام رد فعل وزارة التربية الوطنية، والخطوات التي ستتخذها لمنع تكرار مثل هذه الحوادث وضمان بيئة تعليمية آمنة تحفظ كرامة المدرسين وتساعد على تحقيق تعليم سليم بعيدًا عن العنف والترهيب.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد