هبة زووم – الرباط
مع حلول شهر رمضان المبارك، تتضاعف معاناة آلاف الأسر المتضررة من زلزال الحوز المدمر، حيث لا تزال تقطن في خيام بلاستيكية هشة، تواجه ظروفًا مناخية قاسية تزيد من صعوبة الحياة اليومية.
ورغم مرور أكثر من عام ونصف على الكارثة، لا تزال جهود إعادة الإعمار بطيئة، مما يترك المتضررين في مواجهة مصيرهم دون دعم حكومي ملموس.
ظروف معيشية قاسية
في مناطق مثل تحناوت وأمولاس وتازغين، أصبحت الخيام المتناثرة تحت الأمطار الغزيرة مشهدًا يوميًا لمعاناة سكان فقدوا بيوتهم وكل ما يملكون.
هذه الملاجئ المؤقتة، التي كانت حلاً عاجلاً في الأيام الأولى للكارثة، تحولت إلى كابوس حقيقي، حيث لا تقي من البرد القارس ولا توفر أدنى شروط العيش الكريم.
ومع تساقط الأمطار، تتسرب المياه إلى داخل الخيام، محولة الأرض إلى وحل، مما يزيد من صعوبة التنقل وحتى النوم ليلاً.
تجاهل حكومي مستمر
ورغم التقارير والتحذيرات التي أطلقها المتضررون وجمعيات المجتمع المدني، لا تزال الحكومة تمارس سياسة الآذان الصماء، مكتفية بتصريحات فضفاضة حول “الجهود المبذولة” دون أي إجراءات ملموسة على أرض الواقع.
فقد سبق أن وعدت بإطلاق مشاريع إعادة الإعمار قبل حلول الشتاء، لكن شيئًا من ذلك لم يتحقق، ما جعل آلاف الأسر تواجه مصيرًا مجهولًا في ظروف أقل ما يُقال عنها إنها مأساوية.
شهر رمضان يزيد المعاناة
يزيد شهر رمضان من وطأة الأزمة، حيث يعاني المتضررون من نقص في المواد الغذائية والتموين، وسط ضعف الدعم الحكومي وغياب تدابير طارئة لتأمين حاجيات السكان.
في بعض المناطق، يعتمد المنكوبون بشكل شبه كامل على المبادرات التطوعية والجمعيات الخيرية التي تحاول تخفيف العبء، لكن المساعدات تظل محدودة وغير كافية لسد الحاجيات المتزايدة، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار الذي زاد من تأزم الوضع.
فقدان مصادر الدخل
العديد من الأسر فقدت مصدر دخلها بسبب الزلزال، إذ تضررت الأسواق والمحلات، وتوقفت أنشطة زراعية كانت تُعتبر المورد الرئيسي للكثيرين.
ورغم كل ذلك، لم تطلق الحكومة أي برامج دعم استثنائية لمساعدة العائلات على تجاوز هذه المحنة، ولم تضع أي خطط واقعية للتسريع بعملية إعادة الإعمار، تاركة المنكوبين في مواجهة البرد والجوع والتجاهل الرسمي.
انتقادات حقوقية
في هذا السياق، أشار المحامي والحقوقي محمد الغلوسي إلى أن اعتقال سعيد آيت مهدي، رئيس تنسيقية المتضررين من زلزال الحوز، وثلاثة متهمين آخرين، لا يمكن أن يشكل حلاً للأزمة التي يعرفها ضحايا زلزال الحوز.
وأكد الغلوسي أن حضور عدد من السكان المتضررين من الزلزال أمام المحكمة الابتدائية بمراكش يعكس دعمهم لسعيد آيت المهدي وتضامنهم معه، مشيراً إلى أن اعتقاله لا يمكن أن يشكل حلاً للأزمة التي يعرفها ضحايا زلزال الحوز.
مطالب بالتدخل العاجل
مع استمرار الصمت الرسمي، تتزايد الضغوط الشعبية، حيث عبّر العديد من النشطاء والجمعيات الحقوقية عن استيائهم من تعامل الحكومة مع الملف، مطالبين بإجراءات فورية لإنقاذ الأسر المتضررة قبل فوات الأوان.
وفي ظل هذا الوضع الكارثي، يبقى السؤال المطروح: إلى متى ستظل الحكومة تتجاهل معاناة ضحايا زلزال الحوز؟ ومتى ستنتقل من التصريحات إلى الأفعال؟
إلى ذلك الحين، يستمر المنكوبون في مواجهة البرد والجوع، في انتظار أن تستيقظ الحكومة من سباتها وتتحمل مسؤولياتها تجاه مواطنيها.

تعليقات الزوار