محمد بوبيزة – ميدلت
في عملية نوعية تُحسب لليقظة الأمنية، تمكنت كوكبة الدراجين التابعة لسرية الدرك الملكي بميدلت، صباح يوم أمس الإثنين، من إحباط محاولة توزيع كمية ضخمة من الحليب ومشتقاته غير الصالحة للاستهلاك البشري، كانت موجهة للأسواق المحلية ولمؤسسات تعليمية تضم داخليات التلاميذ.
وتفيد معطيات حصلت عليها الجريدة أن العملية تمت خلال مراقبة روتينية، حين اشتبهت عناصر الدرك في شاحنة تبريد تابعة لإحدى شركات التوزيع، محملة بما يزيد عن طن ونصف من الحليب ومشتقاته، تبين لاحقاً أنها كانت تُخزن في ظروف غير صحية تفتقر لأدنى شروط السلامة الغذائية.
وبناءً على تعليمات السيد وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بميدلت، تم توجيه الشاحنة نحو المحجز البلدي، حيث باشرت مصالح المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (ONSSA) الفحوصات الضرورية، التي كشفت أن الكمية المحجوزة فاسدة بالكامل وغير صالحة للاستهلاك، ما استدعى إتلافها بشكل فوري حفاظاً على الصحة العامة.
النيابة العامة أمرت بفتح تحقيق معمق لتحديد مصدر الفساد الغذائي، وهل يتعلق الأمر بخلل ناتج عن سوء التخزين والنقل، أو أن الشحنة كانت فاسدة منذ مغادرتها مركز التوزيع الأصلي.
الخطير في القضية أن الكمية المحجوزة كانت موجهة للتوزيع على عدد من الداخليات المدرسية ومحلات بيع المواد الغذائية، ما كان سيعرض حياة عدد كبير من التلاميذ والمواطنين للخطر لولا تدخل كوكبة الدراجين في الوقت المناسب.
وتطرح الواقعة أسئلة مقلقة حول منظومة مراقبة سلاسل التوريد الغذائية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمواد استهلاكية أساسية وحساسة كالمنتجات الموجهة للأطفال.
هذا، ولقيت هذه العملية إشادة واسعة من سكان ميدلت ونشطاء المجتمع المدني، الذين نوهوا بيقظة عناصر الدرك الملكي، مطالبين في الوقت نفسه بتشديد الرقابة على شركات التوزيع والتعامل الصارم مع كل من يعرض سلامة المواطنين للخطر.

تعليقات الزوار