هبة زووم – إلياس الراشدي
في ظل حالة من الاحتقان المحلي والغليان الصامت، تتزايد دعوات ساكنة إقليم العرائش إلى التغيير، وعلى رأس المطالب: رحيل عامل الإقليم، بوعاصم العالمين، الذي تتهمه أصوات عديدة بـ”تعطيل عجلة التنمية” و”التواطؤ مع لوبيات محلية تقاوم الإصلاح وتكمم أفواه المنتقدين”.
في هذا السياق، عبّرت منابر إعلامية مستقلة، وعلى رأسها موقع هبة زووم، عن استيائها من ردود فعل وصفتها بـ”العدائية” من بعض المسؤولين، الذين اختاروا تسخير أدوات التواصل الاجتماعي، بل وحتى بعض وسائل الإعلام، للرد على انتقادات مشروعة بدل الإصغاء إلى نبض الشارع والانكباب على معالجة مكامن الخلل.
وفي خضم هذه الردود، أثار خروج رئيس جماعة القصر الكبير – الذي وُصف بـ”صاحب المشاريع الهلامية” – موجة سخرية وانتقاد، بعدما حاول التقليل من شأن تقارير صحفية كشفت أن معظم المشاريع الجارية في القصر الكبير لا تندرج ضمن تمويل الجماعة، بل هي نتاج تدخلات قطاعية أو دعم من مؤسسات مركزية، ما يطرح علامات استفهام كبرى حول الخطاب الرسمي للمجلس.
المثير في الأمر، حسب مصادر محلية، أن رئيس الجماعة لم يلجأ إلى التوضيح عبر بلاغات رسمية أو جولات ميدانية توضح للرأي العام واقع الأوراش التنموية، بل آثر الرد عبر تدوينة فايسبوكية، يُعتقد أنها صيغت بإيعاز من مستشارين إعلاميين، وبلغة اعتبرها المتابعون “متوترة وعدائية”.
وتتهم أصوات داخل المدينة الجهات الوصية، وعلى رأسها عامل الإقليم، بالتقاعس في تتبع مدى التزام الجماعة ببنود دفتر التحملات، والتساهل في التسليم النهائي لمشاريع تثير الشكوك، سواء من حيث الجدوى أو الجودة.
كما يُنتقد ما يعتبره البعض “تواطؤاً صامتاً” في وجه الانتقادات، مقابل ترك الساحة لمنصات ترويجية تمجّد العمل الجماعي وتشيطن المعارضين.
ورغم حساسية الموقع الذي يشغله العامل، فإن تساؤلات كثيرة تُطرح حول ما إذا كانت السلطة الإقليمية تمارس دورها كاملاً في التوجيه والمراقبة والتنسيق، أم أنها أضحت جزءاً من مشهد تنموي مشلول، يتطلب إعادة التقييم وربما إعادة الانتشار.
في خضم كل هذا، يتردد في أوساط ساكنة العرائش والقصر الكبير، أن “التنفس الحقيقي لن يكون إلا برحيل العامل بوعاصم العالمين”، معتبرين أن التغيير على مستوى القيادة الترابية قد يشكل فرصة لإعادة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، ووضع القطار على سكته الصحيحة في انتظار انتخابات جماعية وتشريعية تفرز نخباً مسؤولة ومحاسبة.

تعليقات الزوار