خريبكة تحت رحمة “مافيا النقل” في العيد.. أسعار صاروخية للطاكسيات والحافلات وسط غياب الرقابة

هبة زووم – إلياس الراشدي
تحوّل عيد الأضحى، الذي يُفترض أن يكون مناسبة للفرح ولمّ شمل العائلات، إلى كابوس مالي جديد للمسافرين في مدينة خريبكة وضواحيها، بعدما شهدت أسعار النقل الطرقي، صباح يوم أمس السبت 7 يونيو الجاري، ارتفاعات جنونية وغير مسبوقة، خاصة في سيارات الأجرة الكبيرة من الصنف الأول، وكذا في الحافلات التي تربط المدينة بعدد من النقط الحيوية مثل بني ملال و الدار البيضاء.
فمع الساعات الأولى لأول أيام العيد، فوجئ عشرات المسافرين باختفاء شبه كلي للأسعار العادية، حيث فرضت على كثير منهم زيادات فاحشة، في ظل غياب شبه تام للمراقبة الطرقية أو لأي حضور فعّال للسلطات المحلية.
وبحسب إفادات عدد من المواطنين، وجد كثيرون أنفسهم مجبرين على أداء مبالغ تصل إلى ضعف أو ثلاثة أضعاف التسعيرة القانونية، تحت ذريعة ضغط العيد وارتفاع الطلب، في مشهد يتكرر كل سنة دون أي رادع.
يُجمع عدد من المتتبعين على أن ما يحدث خلال المناسبات الدينية والأعياد بات استغلالاً ممنهجاً ومؤسساً داخل القطاع، حيث يعمد بعض مهنيي النقل إلى رفع الأسعار بشكل غير قانوني في ظل فراغ تنظيمي واضح وغياب المراقبة الفعلية.
وفي تصريح لأحد الفاعلين المدنيين، اعتبر أن “ما يقوم به البعض لا يمثل مهنيي القطاع كافة، هناك من يشتغل باحترام كامل للقانون والتعريفة الرسمية، لكن حين تغيب الرقابة، تغلب الفوضى ويدفع المواطن الثمن”.
رغم أن شكاوى المواطنين تتكرر مع كل موسم عيد، إلا أن السلطات المحلية والمركزية تظهر، وفق مراقبين، عجزاً بنيوياً عن ضبط السوق أو فرض احترام التعريفات القانونية، في وقت ما زالت لوائح الأسعار الرسمية غائبة عن أغلب المحطات، وهو ما يفتح الباب أمام كل أشكال التلاعب.
وأمام هذا الواقع، تطرح فعاليات مدنية تساؤلات عميقة: من يحمي المواطن من جشع بعض المهنيين؟ وكيف يمكن أن تبقى مناسبة العيد، التي يُفترض أن تكون محطة للتواصل والفرح، عبئاً إضافياً على كاهل الأسر المغربية، بسبب فوضى الأسعار وغياب الرقابة؟
ما يحدث في خريبكة ليس استثناءً، بل مشهد مكرّر في عدة مدن مغربية خلال الأعياد، حيث يتحوّل النقل الطرقي إلى سوق سوداء مفتوحة أمام الزيادات العشوائية، دون تدخل يُذكر من وزارة النقل أو الجماعات الترابية.
في انتظار تحرّك حازم من الجهات المسؤولة، يبقى المواطن البسيط هو الخاسر الأكبر في هذه المعادلة المختلّة، التي تحوّل فرحة العيد إلى مناسبة للاستنزاف المالي والاجتماعي.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد