هبة زووم – ليلى البصري
الصيام ركن مهم من أركان الاسلام, و هي العبادة الوحيدة التي نسب الله تبارك و تعالى فضلها اليه من بين سائر العبادات.
ففي “الصحيحين” عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به )، وفي رواية لمسلم: (كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي).
هذا ما نعرفه عن الصيام دينيا، لكنني اعتقد ان هذا لا يكفي! لأن أداء الفريضة، مع الوعي بفوائدها على الانسان في حياته، تحفز الانسان على أدائها على أكمل وجه، و الفرح بأدائها مع الاطمئنان التام للقلب و العقل… حتى تكون الفائدة أعظم و الأجر عند الله أتم.
الإعجاز العلمي في الصيام
أثبتت مجموعة من الدراسات التي أجريت في القرن العشرين أن الصيام، كما فرض في الديانة الاسلامية، له من الفوائد الصحية على جسم الإنسان ما لا يمكن عده ولا إحصاؤه، فبعدما كان ينظر إلى جسم الإنسان من قبل الأطباء بنظرة الآلة الصماء، التي تعمل بالوقود و لا تتحمل الجوع و العطش؛ جاءت الدراسات الحديثة لتدحض هذه الفرضية و تسلم لعظمة تشريع الله حيث اكتشف العلم الحديث أخيرا أنه خلال الصيام بالطريقة الإسلامية ينتج الكبد 10 مرات من البروتينات المناعية مقارنة ببقية الأيام مما يعني زيادة مناعة الجسم 10 أضعاف، كما تزداد قدرة الكريات الحمراء على الالتهام 7 مرات و ترتفع قدرة الخلايا التائية 7 أضعاف و هي التي تختص في حماية الجسم من مخاطر الإصابة بالسرطان و مقاومته.
فوائد الصيام للتخلص من السموم
مع التقدم التكنولوجي المهول و و العادات الغذايية السيئة و الكيماويات التي باتت تنتشر بقوة بيننا…، أصبح جسم الإنسان يستقبل يوميا أعداد مهولة من الملوثات سواء عبر الهواء، الماء، أو من خلال الطعام، هذه الملوثات السامة تسكن في خلايا الجسم و بين الأنسجة مشكلة بذلك، الخطر الأول على حياة الإنسان.
أمام هذا الخطر، يتدخل الجسم، من خلال الكبد على وجه الخصوص لتخليص الإنسان من هذه السموم، لكن مع كثرتها لا يسعه التخلص منها كافة…
و يأتي العلماء اليوم ليكتشفوا أن الطريقة الآمنة و الناجعة لتنقية الجسم من المركبات السامة هي الصيام، حيث لوحظ أنه خلال الصيام، تتضاعف قدرة الكبد على مقاومة السموم 10 مرات إلى 15 ضعف حسب كمية السموم المتكونة في الخلايا و بين الأنسجة.
فوائد الصيام للتوازن الهرموني
تفرز الغدة النخامية حوالي 72 هرمون في جسم الإنسان، هذه الهرمونات تعتبر المسؤول الأول عن تنظيم كل حركات الجسم. وقد لوحظ خلال شهر رمضان أن هذه الهرمونات تكون في انتظام عجيب لدى الصائمين.
قال الله تبارك و تعالى في كتابه العزيز “وأن تصوموا خير لكم لو كنتم تعلمون” البقرة 84
فوائد الصيام للوقاية من الجلطات الدموية:
أكدت الدراسات العلمية الحديثة أن الصيام يعمل على تنظيم ال 14 عامل التي تعمل على تكوين الجلطة داخل الأوعية الدموية، حيث أجريت دراسة علمية في كل من مستشفيات جامعية في الولايات المتحدة الامريكية، الاسكندرية و في المملكة العربية السعودية جامعة الملك عبد العزيز على حوالي 50 شخصا في كل جامعة من المصابون بمشكل الجلطة الدموية.
أبانت الدراسة أن الأشخاص الذين صاموا خلال هذه الدراسة لم يصابوا بأي حالة من الجلطات الدموية عكس الأشخاص الذين سمح لهم بالأكل و الشرب مع اتباع النظام الدوائي المعتاد حيث أصيب 57 شخص من بين 75 مريض بجلطات دموية كالمعتاد.
الصيام و الكلى:
وجد العلماء أخيرا أن المشكل الرئيسي الذي يؤدي الى تكون الحصى في الكليتين هو الخلل في التمثيل الغذائي للأحماض الأمينية. هذه الأخيرة لوحظ من خلال الدراسات العلمية أنها تصحح مؤقتا خلال الصيام، حيث تعمل أملاح الصوديوم والبوتاسيوم والليسيوم على إذابة الأملاح المترسبة إلى أملاح ذائبة تنزل مع البول خلال الصيام.
هذا يعني أنه لا يجب الاقتصار على صيام شهر رمضان فقط خلال السنة ليبقى تصحيح الخطأ خلل التمثيل الغذائي للأحماض الأمينية دائم، وهذا ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال صوم يومين في الأسبوع (الاثنين و الخميس) بالإضافة إلى صيام الأيام البيض و هي ثلاثة من كل شهر (أيام 13 .14 .15 من كل شهر). و هذا يعتبر اعجاز علمي في السنة النبوية يشهد على صدق رسالته صلى الله عليه وسلم.
الصيام لنقص الوزن و التخلص من الشحوم
يعتبر شهر رمضان الفرصة المثلى لعلاج مشكل زيادة الوزن حيث أنه خلال الصيام يقوم الجسم بزيادة معدل الاستقلاب الغذائي بعد تناول وجبة السحور، مع تحريك الدهون المخزنة لأكسدتها و توليد الطاقة اللازمة للجسم بعد منتصف النهار شرط تجنب تناول الطعام بشراهة خلال وجبة الفطور و في الليل، و بذلك يعتبر الأخصائيون فرصة الصيام الحل الأمين و الناجع للتخسيس و الوقاية من الأمراض التي تنجم عن زيادة الوزن خصوصا أمراض القلب و الشرايين والوقاية من السكتة القلبية.
فوائد الصوم للتقليل من الشهوة الجنسية عند العزاب:
يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم صراحة في الحديث الشريف “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج و من لم يستطع فعليه بالصيام فانه له وجاء” أي أنه لجام…
كيف ذلك؟
أبانت الدراسات المعاصرة أخيرا أنه خلال الصيام تتراجع الرغبة الجنسية لدى الرجل و المرأة بشكل ملحوظ و هذا ما أكده الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم.
لكن الشئ العجيب هو أن الأمور تعود إلى نصابها بعد ثلاث ساعات من الفطور بل الأعجب هو أن العلماء وجدوا أن عدد الحيوانات المنوية خلال شهر رمضان الكريم و معدل الخصوبة تزداد 10 أضعاف رغم الانخفاض في معدل الرغبة الجنسية بالنهار !!!
إلى جانب الفوائد السالفة الذكر فان للصيام فوائد أخرى ثبتت صحتها علميا من أهمها ما يلي :
– ينظم عمل القلب و يقي من اضطراباته
– الصيام المنتظم ثبت أنه يساهم في إطالة العمر مقارنة مع الأشخاص العاديين
– ينشط خلايا الدماغ
– يعالج الاكتئاب و يخفف من الضغط النفسي
– يعمل على إعادة برمجة خلايا الجسم و تجديدها مع تنشيط خلايا الدماغ
– يعمل على كبح انقسام خلايا السرطان
– يساهم الصيام في إراحة الجهاز الهضمي و تنظيم افرازات المعدة مع علاج ارتفاع حموضة المعدة
– يقي الصيام من الإصابة بمرض الزهايمر يقلل من مظاهر الشيخوخة
– يزيد من مناعة الجسم 10 أضعاف مقارنة مع الأيام العادية
– يقي الجسم من الإصابة بمرض السكري عبر التخلص من الكليكوز في الكبد
– يمنح الجسم طاقة أكبر و يخلصه من الإجهاد