المعارضة تتهم رئيس جماعة تطوان بتقديم الدعم للمقربين واعتماد الزبونية والمحسوبية كوسيلة للاستفادة من الدعم العمومي
هبة زووم – حسن لعشير
حذر فريق حزب العدالة والتنمية بجماعة تطوان من السخاء المزايد في توزيع المال العام على جمعيات مدنية حديثة التأسيس، والتي لها شبهة القرابة من مستشارين داخل المجلس الجماعي، وخاصة من بعض نواب الرئيس.
وفي هذا السياق، كشف الفريق المصباحي في معرض مداخلته في دورة فبراير العادية، المنعقدة يوم 7 فبراير 2024، بقاعة الاجتماعات محمد أزطوط ببلدية الأزهر سابقا، عن التمويل الذي قدمه المجلس برئاسة مصطفى البكوري إلى شركة مسؤولة عن تنظيم سهرة فنية من المال العام بمناسبة شهر رمضان المعظم للسنة الماضية.
وأوضح إخوان بنكيران على أن ذلك التمويل ترك جرحا غائرا لا يندمل في نفوس ساكنة تطوان، هي في غنى عن نغماتكم وسهراتكم، حيث لا زالت العديد من الاسئلة التي ما فتئت تطرحها الفئة الغيورة من المواطنين حول هذا التمويل، وعن معنى استفادة شركة من الدعم لتمويل سهرة من المال العام دون إعلان عن الغلاف المالي المخصص لهذا التمويل والذي يلفه الغموض وعدم الإفصاح عن المبلغ المالي المحدد لهذا الغرض، مع حجب كل المعلومات المتعلقة بتمويل هذه السهرة.
و في إتصال أجرته جريدة ” هبة زووم” بأحد أعضاء فريق المصباح بعد نهاية جلسة الدورة المشار إليها، أعرب عن اسفه وقلقه الشديدين، جراء هدر المال العام في أمور تافهة، متسائلا: “أما كان حريا على مجلس جماعة تطوان أن ينفق تلك الاموال على المرضى بمستشفى سانية الرمل، وخاصة على المصابين بالأمراض المزمنة منها تصفية الدم وأمراض الكلي، عوضا عن انفاقها على الراقصات والمغنيات؟”.
كما أكد، المتحدث ذاته، على أن مجلس جماعة تطوان الحضرية لا يحترم في حالات عديدة المقتضيات القانونية المنظمة للدعم، وخصوصا مذكرة وزارة الداخلية التي جاءت واضحة في هذا الشأن ، ويجب الاقتداء بها وأخذها بعين الإعتبار من اولويات المجلس الجماعي، حيث ركز في إفادته للجريدة على مطالبته وبالحاح شديد بضرورة ضبط عملية التمويل أو تقديم الدعم بشكل معقلن، وإعطاء الأولويات للجمعيات الأكثر فاعلية والمعروفة بخدمة المجتمع المدني بنزاهة وموضوعية، بدلا من تقديم الدعم للجمعيات الفتية الغير منتجة أو المقربة من أعضاء المجلس.
كما أوضح أن هناك أصابع الاتهام تشير إلى وجود خروقات كثيرة تشهدها عملية توزيع الدعم على الجمعيات المدنية أو نوع من التمويل المناسباتي المبنية على المحاباة والإرضاءات السياسية التي أصبحت الوسيلة الوحيدة المؤدية للاستفادة من الدعم العمومي.
وفي الأخير، جدد المستشار تأكيده على أنه من المفروض أن يوزع هذا الدعم الذي يعتبر مالا عموميا عبر شروط وضوابط ومساطر دقيقة تحكمها المصداقية والنزاهة، وأشاد بالجمعيات التي تشتغل بشكل جدي ولها رؤية واضحة، والتي استطاعت من خلالها أن تحقق نتائج مبهرة على أرضية الواقع، وشريك أساسي في تحقيق التنمية المستدامة على المستوى المحلي.