كلميم: الوالي أبهاي يتسبب في فشل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وسط مطالب بمحاسبته
هبة زووم – الحسن العلوي
أخشى على مدينة كلميم من عواصف العنف التي تستهدف الجيل الحالي من امتلاك بوصلة التفاؤل، بعدما عادت موجة الاعتداءات على أموال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بكلميم لتأكل الأخضر واليابس، بمؤازرة من مؤسسات إدارية دون سند أو قانون، وهذه مدينة بأكملها تتعرض للضرب من تحت الحزام، ما جعل ماضيها أفضل بكثير من حاضرها…
السؤال الأخير لم يأتي عبثا، على اعتبار أن لوبيات الهموز لم تعد تقتصر على مالية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بل امتد إلى أغلب الميزانيات بكلميم من طرف بعض ما يزعم أنهم أعيان أو مسؤولو الوطن، الذين قد يشتغلون فرادى أو يشكلون تنظيمات تختلف مسمياتها، فكيف يمكن تبرير التطاول هذا سوى بقانون الغاية تبرر الوسيلة الذي أصبحت تعيشه كلميم في عهد الوالي أبهاي.
علينا أن ننتبه لخطر ضياع بوصلة الأمل وأن نقدم لجيل الحاضر والقادم نموذجا لقيم الديموقراطية والشفافية تحت مظلة الإدراك بأن التلاعب بأموال المبادرة بدون وجه حق وحده لا يكفي لصنع وطن اليوم والغد وبلوغ المقاصد، لكن بشيوع قيم التسامح والتآزر وتكافئ الفرص وجعل المواطنين سواسية أمام القانون لن يكون هناك مكان لليأس والإحباط! فلماذا اليأس والشمس لا تظلم في ناحية إلا وتضيئ في ناحية أخرى!
حال مدينة كلميم لم يعد يسر حبيبا ولا عدوا منذ سنوات، لكن الأسوأ هو ما نعيشه اليوم، حيث تقف مدينة باب الصحراء برمتها على حافة الإفلاس، نظرا لعدم معرفة واستشراف هوية حقيقية للمدينة واعتماد اقتصادها على قطاعات.
فمن أوصل المبارة الوطنية للتنمية البشرية إلى القاع؟ دون عناء تفكير قد يبدو الجواب سهلا، لكن في الحقيقة هو صعب أكثر مما يتصوره البعض، ولن نختزله في اسم شخص أو اثنين، ولكن في منظومة ككل، بدءا بالوالي أبهاي، وانتهاءً بمن يتولى تدبير الشأن المحلي بالإقليم من سلطة منتخبة وسلطة معينة.
وحتى يسهل تشخيص الحالة، وتحديد المسؤوليات، يبقى السؤال البديهي الذي يجب طرحه قبل الإجابة عن من، هو متى؟ وحتى نتمكن من تحدد بداية مرحلة اندحار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، هنا لن يختلف اثنان في أن يوم تعيين الوالي أبهاي كوال بكلميم، هو ذات اليوم الذي سيتم الإعلان الضمني عن إنهاء الغاية من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم، يوم تفتقت قريحة بعض العارفين في أن يجتمعوا في تنظيم واحد لتسهل عليهم عمليات “يد من الطويلة”.