هبة زووم – الحسن العلوي
يحكي أنه في قديم الزمان، كانت جماعة من البدو الرحل، مسافرين في إحدى الوديان، وحين شعورهم بالتعب من السفر، قرروا نصب خيمتهم في مكان على الوادي بالقرب من الجبل، وبينما هم جالسون يتناولون القهوة شاهدوا بعض الرمال والحجارة الصغيرة، تتساقط من أعلى الجبل، حينها شعر جميع الجالسين بالخوف الشديد ظنا منهم أن خطرًا قادمًا، أو زلزالًا أو بركانًا، ونهضوا مسرعين من المكان، وبدؤوا بمراقبة الجبل جيدًا.
وبعد قليل خرج من أحد الجحور في الجبل فأرا، وفر أمامهم مسرعًا في الجانب الآخر من الوادي، فانفجر الجميع ضحكا، وعندئذ قال شيخ كان معهم “تمخض الجبل فولد فأرا”، وأصبحت تلك الجملة مثلا شهيرا جدًا تناقلته الأجيال فيما بعد عبر الأزمنة في إشارة الى أن حجم الإنجاز لم يكن في مستوى الجهد والوقت.
كثيرة هي المؤسسات والهيئات التي تتمخض فئراناً، تسمع لها ضجيجاً إعلامياً، وتعلن عمّا سوف تقوم بعمله وليس ما قامت بإنجازه، بمعنى الأقوال أكثر من الأفعال.
ولكي يفهم المواطن بالداخلة ما يدور في جهته لا بد أن نضع أن ما يقوم به الوالي علي خليل، التي لا تغدو أن تكون مجرد زوبعة في فنجان، في سياقها الطبيعي حتى يدرك الجميع أن ما قام به الوالي علي خليل ليس لسواد عيونه بل لمصلحة يُضمرها بحسب طموحه.
فالقضية وما فيها لها ارتباط وثيق بما حدث سابقا بالناظور من خلال الضرب تحت الحزام لفرض أمر الواقع يعني أن الأمر فيه شيء من “إن وأخواتها”.
وحتى تفهم الساكنة ماذا يجري بالضبط ونترك لهم حرية الحكم لا بد أن نكشف لهم الحقيقة هو أن الوالي علي خليل له طريقة واحدة للحكم والتسيير يعتمد فيها على شخص مختص في أكل الكتف بل أكثر من ذلك يعرف من أين تؤكل.
هدا السوبير موظف اشتغل معه في ميدلت وبعدها جاء به للناظور، بحيث لم تكن تعرف مهمته هل هو رئيس للقسم الاقتصادي أم مدير ديوان أم كاتم أسرار أو أشياء أخرى، لا يعرفها سوى الوالي علي خليل نفسه.
اليوم أصبح جليا أن من يوقف حال مدينة الداخلة ليس رئيس الجهة أو رئيس المجلس الجماعي بل هي شخصية الوالي علي خليل ورغبته في وضع الجميع تحت إبطه، ولو على حساب مستقبل المدينة ومصلحة ساكنتها.
ما يحدث دفع عدد من فعاليات المدينة للتحرك قبل فوات الآوان، وعلى رأسها رئيس الجهة الخطاط ينجا، والذي نجح في أن يتغدى بالوالي علي خليل قبل أن يتعشى به، كما يقول المثل، وذلك مجموعة من الإجراءات سنعود إليها في القادم من المقالات؟؟؟

تعليقات الزوار