هبة زووم – محمد خطاري
مدينة العرائش في عهد العامل بوعاصم العالمين كتب على فئة من ساكنتها التشبث بأحد الكراسي في قاعة الانتظار، بينما تعيش فئات أخرى، على جرعات الأنسولين والسيروم مما استحوذت عليه من عقارات ومشاريع والتحكم.
العرائش مدينة على الورق حولها الفقر والعبثية وضعف تسيير العامل بوعاصم العالمين وانسحاب هيبة الدولة إلى بؤرة سوداء، وجعل منها جزيرة للعبث والاستهتار بالقوانين في زمن تشهد في المدن المغربية ثورة تنموية شاملة.
موقعها الجغرافي بين القطب الاقتصادي والقطب السياحي، جعل الحلم مشروعا، لدى عدد من سكانها، في انتقال العرائش من مجرد جماعة بمظاهرها القروية (تجول الدواب، الكلاب الضالة، ضعف الإنارة، غياب مرافق ترفيهية وثقافية…)إلى قطب تنموي هام ومنطقة صناعية غير ملوثة تشغل جيشا كبيرا من العاطلين وتوفر مداخيل مالية للتنمية المحلية، قبل أن يتحول هذا الحلم إلى غبار تذروه رياح الجشع واستئساد لوبيات الفساد وتحالف بعض من أصحاب التدبير مع مافيات العقار التي استعمرت المدينة واحتلت جميع أطرافها.
عندما نرسم وردة على الورق لا تكتمل روعتها بدون عطرها، كذلك بعض المشاريع عندما نرسمهم صورا في دفاتر للتحملات وملفات للدراسات، لا يحققون التنمية إلا إذا خرجوا للوجود…
بمدينة العرائش عشرات المشاريع المدونة على الورق إنه ما يشبه التحالف المقدس بين استراتيجية التنمية الحضرية وبرنامج التأهيل الحضري وأخرى قطاعية لمؤسسات حكومية، مع مسؤولين هلاميين لم ينسجموا مع العهد الجديد لروح وفلسفة دستور 2011، كما لم يستوعبوا الدروس والرسائل المشفرة لخطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس حول التنمية.
ممثل الإدارة الترابية رفع الراية البيضاء أمام سرطان محاربة التغيير و فشل أمام المفسدين الذين استباحوا كل شيء بعد خارطة ما بعد 8 شتنبر، حيث أصبح لا شيء يقال بعد قولهم ولا يسمحون إلا بما يتماشى مع أجندتهم وحساباتهم الخاصة.
وفي هذا السياق، نظمت فعاليات مدنية وجمعيات حقوقية وقفة احتجاجية غاضبة، زوال يوم أمس الثلاثاء 9 يوليوز 2024 ، ضد القرارات العاملية الخاصة بتنظيم صيف هذه السنة بمدينة العرائش، والتي اعتبرها المحتجون إهانة للساكنة والوافدين على المدينة لقضاء عطلة الصيف.
تعليقات الزوار