قلعة السراغنة: العامل السماحي يقضي على ما تبقى من مقومات المدينة

هبة زووم – أبو العلا العطاوي
إن الحديث عن مدينة قلعة السراغنة أو المدينة المنسية ليس سردا عن مدينة أفرزتها حرب عالمية ولا حتى عن منطقة منكوبة ضربها الزلزال أو اجتاحتها كارثة طبيعية أخرى، بل عن مدينة اعتبرت خزان الحبوب بالمغرب (مطمورة المغرب)، لكنها تعاني حاليا النسيان ونال منها الفساد وأنهكتها سنوات التهميش والإقصاء لسبب ما!!! حيث تميزت بخيراتها و عطائاتها و تنوعها البيئي و مؤهلاتها التي جعلت منها في فترات سابقة قطبا متكاملا يساهم بشكل كبير في بناء المغرب الحداثي.
اللون الأسود يطغى على مشهد المدينة في عهد العامل السماحي والاحتجاج الصامت يكسر الهدوء الزائف وبراكين الغضب تشتعل بداخل من لا يزال يملك قلبا وإحساسا صادقا اتجاه أميرة الشاوية، في حين تم تدجين البعض الذين سلموا ضمائرهم قربانا لجشع بعض المسؤولين.
فتلك الفكرة عن استفادة مدينة قلعة السراغنة من مشاريع ضخمة في فترات سياسية سابقة سرعان ما تنجلي أمام زائر المدينة ليكتشف أن المدينة شبه حاضرة (شبه مدينة)، فمدينة قلعة السراغنة التاريخية والتي عرفت بجمالية الفضاءات الخضراء والمساهمة الفاعلة في الإقتصاد الوطني تنتهك في صمت.
ففي غياب مواطن غيور يؤمل منه تفعيل دور المساءلة والمحاسبة والمراقبة وجد العامل السماحي ومعه المسؤولون والساهرون على تدبير الشأن المحلي فرصتهم للاغتناء على حساب معاناة السكان وعلى حساب التنمية وانشغلوا بتصفية حسابات سياسية ضيقة واستعمار عقول طائشة في مهدها عوض الالتفات لانتظارات وتطلعات الساكنة التي شد كثير منها الرحال نحو باقي المدن المملكة باحثا عن آفاق أفضل لأبنائهم و هاربين من طاعون الركود الاقتصادي، وفارين من المستنقع الذي بدأت تغرق فيه المنطقة.
وتفشت البطالة بشكل مهول في صفوف الشباب لغياب مشاريع أو استثمارات بإمكانها خلق فرص شغل حقيقية لهم ليصبحوا عالة على المجتمع وأسرهم، ناهيك عن افتقار المدينة لمؤسسات ومركبات ثقافية ورياضية لكسر الجمود الثقافي والتربوي الذي باتت تترنح على إيقاعه المدينة، وتدهور البنيات التحتية…

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد