خنيفرة: هل يصلح العامل أهوران ما أفسد الفطاح؟
هبة زووم – طه المنفلوطي
عادة ما تختفي القطط يوم عيد الأضحى من المنازل، وقد ظل هذا لغزا محيرا لعدة سنوات، وعندما كنا نسأل المسنين عن السبب كانوا يقولون أن القطط تذهب إلى الحج في هذا اليوم.
والحال أن هذه الظاهرة لديها تفسير علمي يرتبط بارتفاع نسبة الأدرينالين الحيواني في الهواء بسبب الهلع الذي يصيب الخرفان ساعة الذبح، إذ لا يحترم كثيرون السنة النبوية في هذا الباب والتي تحث على إخفاء السكين عن الأضحية وعدم ذبح خروف أمام خروف آخر.
والحالة هذه أن القطط بحاسة شمها الدقيقة تستشعر بسبب الهواء المشبع بالأدرينالين أن خطرا يحدق بها فتبحث عن أمكنة للاختباء فيها إلى أن تزول هذه الرائحة من الهواء والتي بزوالها يزول إحساسها الغريزي بالخطر.
اليوم، خنيفرة أمام تحدي جديد يتمثل في تعيين عامل جديد سلبياته أكثر من إيجابياته أو على الأقل هذه هي التباشير الأولية، فإذا كانت مدينة خنيفرة تزخر بتاريخ عريق، فإن واقعها الاقتصادي وآفاقها التنموية تعرف ركودا كبيرا.
نحن هنا لا نتحدث على جلب الاستثمارات ولا على خلق المناطق الصناعية لاستيعاب اليد العاملة وتطوير القدرة الشرائية لساكنة المنطقة، وإنما نتحدث عن الاستغلال الجيد والحكيم للموارد الطبيعية التي حبا الله بها هذه المنطقة.
فإلى جانب المناظر الطبيعية والمؤهلات الجغرافية، تتوفر المنطقة جانب إيجابي من السياحة ولو تم الإهتمام بهذا الكنز الجغرافي، لعرفت المنطقة شهرة عالمية ودينامية طبيعية قد يجعلها في غنى عن أي استثمار تجاري أو صناعي.
خنيفرة ليست في حاجة لمناطق صناعية، بل هي في حاجة لصناعة سياحية تستغل بحكامة وعقلانية ثرواتها الطبيعية، ولو تم الاهتمام بهذا الجانب، لعرفت المنطقة واقعا مغايرا ولأصبحت قبلةً لمحبي السياحة والمولعين بثقافة الاستغوار ليس وطنيا وإنما عالميا.
مدن عالمية تطورت بما تتوفر عليه من موارد طبيعية، فلما لا تشكل السياحة رافعة اقتصادية لتحقيق طفرة تنموية تنشدها المنطقة؟