مراكش: بين المنصوري والوالي شوراق ضاع مجد المدينة وعليه العوض ومنه العوض

هبة زووم – أبو العلا العطاوي
مدينة مراكش الرائعة بمفكريها ومثقفيها وناسها وأوليائها بدت بوداعتها وهدوئها وعمرانها كعقد نيزك رصعت حوله منارات مضيئة من سحر الطبيعة وجمال العمران.
حيث أهلها الذين لا يكفّون عن الترحيب بضيوفهم وعندما تقترب من تاريخ المدينة يبهرك سحر أوابدها وكنوزها التاريخية التي تحاكي مجد الحضارة.
بين التراث والتاريخ والجغرافية والأصالة والمعاصرة تكتمل اللوحة المطرزة بكل ألوان الجمال.. ولعل مدينة “مراكش” عاصمة المغرب السياحية التي تنسج الشمس خيوطها الذهبية وترخي بأشعتها على جوانب المدينة التي اتشحت بالهدوء وسطوة الطبيعة وحركة أهلها المفعمين بالحيوية..
شوارع نظيفة وميادين وأسواق وساحات خضراء ومبانٍ مترامية تزين واجهاتها وردهاتها، وفي منتدى العطاء العلمي (جامعة القاضي عياض ) كان الحوار المنفتح والمنجب الذي يعبر عن مدى الوعي الثقافي والعلمي الذي يزخر به علماؤها ومفكروها، حوار جاء منجبا بسطوته متجذرا بلغته التشاركية وبعمقه الإنساني…
الزائر لمدينة مراكش، سيدخل في صدمة كأنه ولج لأحد مدن ألف ليلة وليلة، فالشوارع نظيفة لا أثر للحفر داخلها وحتى الأزقة داخل الأحياء مبلطة بشكل سلس كأنك تمشي فوق بساط من الورود، أما على مستوى الإنارة فهي الأخرى تنافس مدينة الانوار باريس بمصابيحها البيضاء وأعمدتها المنمقة، الحدائق تضفي رونقا على المدينة بأشجارها الوارفة وورودها وأزهارها التي تحاكي حقول زهرة عباد الشمس بأمريكا الجنوبية.
المعمار يترصع بعمارات من الزجاج وزخرفتها التاريخية الأصيلة التي تغلبت على هندسة برج خليفة بالإمارات، وسائل النقل عصرية وحديثة فهناك عربات مجرورة بالدواب تضاهي القطار السريع في الصين وكوريا، أما الطبيعة فكأنها محمية طبيعية الحيوان فيها مقدس فالدواب من حمير وبغال وكلاب مقدسة ولا يمكن حجزها أو إبادتها.
أما الخدمات والمصالح الخارجية فيكفي بنقرة واحدة على الشبكة العنكبوتية لتحصل على كل وثائقك الإدارية دون انتظار، المستشفى فارغ لأن الساكنة كلها بصحة جيدة حتى أن الأطقم الطبية تدخل في عطل طويلة لغياب مرضى أو ينتقلون للمصحات الخاصة بمدن مجاورة بحثا عن مرضى، التعليم يتم عن بعد باستعمال الحاسوب، فالتلاميذ ليسوا في حاجة لولوج المدارس…
الساكنة تحمد الله على مسؤولين ومدبرين بمراكش بحس وطني وغيرة لا توصف أكملوا خططهم للمدينة ووصل صيتهم لينتقلوا للتخطيط لمدن مجاورة…

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد