هبة زووم – الحسن العلوي
تطرح قضية تواجد مدير أجنبي على رأس مؤسسة وطنية تساؤلات جدية حول قيم الولاء والانتماء الوطني، خاصة في سياق مؤسسة اقتصادية كبرى مثل المحطة الحرارية بأسفي.
إن عدم رفع العلم الوطني في مناسبتين وطنيتين هامتين، وخاصة في ظل إدارة أجنبية، يثير العديد من الاستفسارات حول أسباب هذا التصرف، وتداعياته على الصعيد الوطني والمؤسساتي.
إذ كيف يعقل أن تمر مناسبتين وطنيتين من حجم عيد المسيرة الخضراء والتي يحتفل فيها الشعب المغربي بقضيته الوطنية الأولى ناهيك عن عيد الاستقلال الذي يؤرخ لانعتاق المغاربة من اغلال الاستعمار الفرنسي دون أن تقوم المحطة الحرارية بآسفي SAFIEC وعلى غرار باقي المؤسسات بتعليق الإعلام الوطنية احتفالا بهاتين المناسبتين الغاليتين على قلوب المغاربة…
فالعلم الوطني ليس مجرد قطعة قماش، بل هو رمز لوحدة الشعب، وتاريخه، وتطلعاته المستقبلية، وعدم رفعه في مثل هذه المناسبات هو إهانة صريحة للقيم الوطنية، ويبعث رسائل سلبية حول الانتماء والولاء.
قد يكون وجود مدير بلجيكي قد ساهم في هذا الإغفال، خاصة إذا لم يكن على دراية كافية بالرمزية الوطنية في المغرب، ومع ذلك، فإن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق المسؤولين المغاربة الذين يعملون تحت إمرته.
هذا الحادث من شأنه أن يثير استياء الرأي العام المغربي، ويعزز الشعور بعدم الرضا تجاه بعض المؤسسات، وهو ما يدفعنا للتساؤل أين كان المسؤولون المغاربة الذين تعج بهم المحطة الحرارية بآسفي؟ هل انسلخوا عن وطنيتهم، وكيف لم ينبهوا المدير العام لهذه السقطة وفي مناسبتين متتاليتين؟ هل هي هفوة فقط أم أن هناك ما وراء الأكمة؟
إن القضية المطروحة تستدعي تدخلاً عاجلاً من السلطات المختصة، وذلك من أجل فتح تحقيق شامل لكشف ملابسات القضية ومعاقبة المتورطين، توعية المسؤولين والموظفين بأهمية القيم الوطنية، وضرورة احترام الرموز الوطنية، تعزيز الرقابة على المؤسسات، وضمان التزامها بالقوانين والأنظمة وفتح حوار وطني حول الهوية الوطنية والقيم المشتركة.
فالحفاظ على الهوية الوطنية هو مسؤولية مشتركة، تتطلب تضافر جهود الجميع، ويجب أن نكون جميعًا حريصين على حماية هذه الهوية، والتصدي لكل ما من شأنه أن يمس بها.
تعليقات الزوار