هبة زووم – محمد خطاري
إن الحديث عن مدينة تزنيت أو المدينة المنسية ليس سردا عن مدينة افرزتها حرب عالمية ولا حتى عن منطقة منكوبة ضربها الزلزال أو اجتاحتها كارثة طبيعية أخرى منذ مجيء العامل الجوهري.
مدينة تزنيت، التي كانت حتى فترة قصيرة تُعدّ من بين المحركات الاقتصادية الكبرى في المملكة خصوصا في الصناعة التقليدية، أصبحت اليوم تعاني من ركود واضح نتيجة مثل السياسات الإدارية التي أتى بها العامل الجوهري.
فحتى مغاربة العالم، الذين كانوا يعتبرون تزنيت وجهة مفضلة للاستثمار، أصبحوا يشعرون بالإحباط من هذه العراقيل، خاصة عند مقارنتها بالمساطر السهلة التي يواجهونها في بلدان إقامتهم.
هناك فوارق بين واجهة منمقة للزائر و خلفية تعيش سنوات الضياع، فقد قاومت المدينة الأبية وصمدت طويلا، لكنها في نهاية المطاف قوضت أركانها واقتلعت جذورها التاريخية فلم يكن للمدينة اليتيمة إلا أن تستسلم لأمرها المحتوم الذي قضي عليها، وآلامها تتضخم يوما بعد يوم، وجراحها غويرة، رسمت العقليات المتولية أمر المدينة خدوشا عصية على الاستيعاب…
واقع خاص من طراز آخر جعل المدينة تفقد كل شيء من أبسط أولويات ومقومات الحياة، لم تعد مدينة بل هي سجن معنوي ومقبرة لمن بقي من أهلها على قيد الحياة، ومن أهلها من اختار الهجرة من أجل حياة كريمة في مدن مجاورة متنكرا لأصله، ومنهم من آثرها سجنا ومقبرة له، مقبرة للجميع للصغير والكبير والشيخ والشاب والرجل والمرأة، والأمي والجاهل والعالم والمبدع…
تعليقات الزوار