كارثة اجتماعية بتطوان.. شركة “Atento” الإسبانية تطرد 220 عاملاً دفعة واحدة وسط صمت رسمي

هبة زووم – حسن لعشير
في خطوة وصفت بـ”السابقة الخطيرة”، أقدمت الشركة الإسبانية “Atento” المتخصصة في مراكز النداء، والواقعة بحي المطار بمدينة تطوان، على طرد جماعي لـ220 عاملاً وعاملة دفعة واحدة، في مشهد صادم خلف حالة من الاستياء العميق والغضب وسط العائلات المتضررة، التي باتت تواجه شبح التشرد في غياب أي مرافقة أو دعم من السلطات المعنية.
القرار المفاجئ الذي اتخذته إدارة الشركة، دون سابق إنذار أو مسطرة واضحة للتخلي عن هذا العدد الهائل من المستخدمين، طرح أكثر من علامة استفهام حول مدى احترام القانون الاجتماعي المغربي، وفتح الباب أمام مخاوف من اتساع رقعة الطرد التعسفي واستهداف العمل النقابي داخل المدينة.
وتعود فصول التوتر داخل الشركة، حسب مصادر نقابية، إلى قيام الإدارة في وقت سابق بطرد الكاتب المحلي لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، في خطوة رآها الكثيرون تمهيدًا للقضاء على أي تنظيم نقابي داخل المؤسسة، تمهيدًا لهذا الإجراء الجماعي الخطير.
ويخشى أن يشكل هذا الحادث مقدمة لموجة جديدة من الطرد والضغط على العمال، خصوصاً أن شركة “إيصال المدينة” للنقل الحضري هي الأخرى تلوح بورقة الطرد لأسباب تقنية ومادية، ما يؤكد تزايد الهشاشة الاجتماعية لشغيلة تطوان أمام صمت الجهات الوصية.
ويتساءل الرأي العام المحلي، في ظل هذا الوضع المقلق، عن دور السلطات الإقليمية والمفتشية الجهوية للشغل، في حماية حقوق المستخدمين وضمان استمرارهم في العمل وفق شروط قانونية تحترم كرامتهم ومعيشتهم.
تطوان، التي كانت إلى وقت قريب حاضنة للعديد من الاستثمارات الأجنبية في قطاع مراكز النداء، تواجه اليوم مخاطر حقيقية على مستوى التوازن الاجتماعي، مع ارتفاع معدلات البطالة والتضييق على النقابيين، في غياب تدخل حازم من الجهات الحكومية لضبط العلاقة بين المشغّلين والعمال، وإنصاف الفئات الهشة التي تعاني في صمت.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد