هبة زووم – الرشيدية
في مشهد مأساوي ينذر بكارثة إنسانية، يواصل الأستاذ مصطفى معهود، المعتصم أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة درعة تافيلالت بمدينة الرشيدية، إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم التاسع على التوالي، وذلك احتجاجًا على ما وصفه بـ”القرارات الإدارية الجائرة” التي اتُّخذت ضده، وعلى رأسها قرار إحالته على المجالس التأديبية التي اعتبرها محاولة لتكميم صوته والانتقام من حقه في التعبير والاحتجاج السلمي.
وبحسب رسالة مفتوحة وجهها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرشيدية إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، فإن الأستاذ معهود دخل في الاعتصام يوم 23 ماي 2025، ليصعد خطوته الاحتجاجية بإضراب عن الطعام بدأه منذ 3 يونيو الجاري، وسط صمت رسمي مريب وتجاهل خطير لحالته الصحية التي وصفت بالمتدهورة.
وتحذر الجمعية من أن استمرار هذا الوضع دون تدخل عاجل قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على حياة الأستاذ، حيث بدأت تظهر عليه مضاعفات صحية قد تفضي إلى الوفاة أو إصابات جسدية مستعصية، وهو ما يشكل، وفق الرسالة، “انتهاكًا صريحًا للحق في الحياة” المكفول دستوريا وكونيا في مختلف المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
الرسالة، التي حملت توقيع رئيس الفرع عبد اللطيف مرزوقي، دعت الوزير محمد سعد برادة إلى وقف إجراءات العزل التي باشرتها الأكاديمية، وإيفاد لجنة مركزية لتقصي الحقائق حول الخروقات التي طالت ملف الأستاذ معهود، والذي تقول الرسالة إنه “عُمّر لأكثر من ست سنوات دون حل عادل”.
وتطرح هذه القضية مجددًا إشكالية التعامل الإداري مع أصوات الاحتجاج داخل قطاع التعليم، كما تسائل مدى التزام وزارة التربية الوطنية بحقوق الموظفين في التعبير عن آرائهم والدفاع عن كرامتهم، في ظل تزايد حالات مماثلة تُلوّح بالإضراب عن الطعام كوسيلة ضغط يائسة أمام جمود الحلول المؤسساتية.
وتُختم الرسالة بنداء إنساني عاجل إلى الوزير من أجل التدخل لإنقاذ حياة الأستاذ، وتحقيق تسوية عادلة تحفظ كرامته وسلامته النفسية والجسدية.

تعليقات الزوار