كلميم: المدينة تُباع قطعةً قطعة وساكنتها تتفرج بصمت في عهد الوالي أبهاي

هبة زووم – علال الصحراوي
تعيش مدينة كلميم، منذ سنوات، حالة غير مسبوقة من الإحباط السياسي و”اللامبالاة الشعبية”، في ظل ما يعتبره عدد من الفاعلين والمهتمين “تآكل الثقة” بين المواطن والمؤسسات المنتخبة، مقابل تصاعد نفوذ الإدارة ممثلة في الوالي محمد الناجم أبهاي، الذي بات يُتهم، من طرف منتقديه، بـ”تحويل المدينة إلى أوراق في سوق الولاءات والمصالح”، على حد تعبيرهم.
في كلميم، لم تعد السياسة حلمًا ولا رهانًا للتغيير كما كانت في الماضي، بل صارت، وفق وصف ساكنين محليين، “عرضًا متكررًا في سيرك من الوجوه والوعود”، نفس الخطابات، نفس التحالفات، ونفس النهاية… تصفيقات باردة ومناصب تُتداول بين الوجوه ذاتها.
يرى متتبعون أن الأحزاب السياسية في المدينة فقدت بوصلتها، إذ أصبحت “تتنافس على المناصب بدل المشاريع”، بينما تحوّل بعض المناضلين السابقين إلى “برلمانيين في عطلة دائمة”، وغابت البرامج التنموية الجادة التي تلامس واقع المواطنين.
ويؤكد هؤلاء أن عهد الوالي أبهاي كرّس هذه الصورة، بعدما بات عدد من المنتخبين يفضلون التماهي مع السلطة بدل مساءلتها، مما عمّق الإحساس الشعبي بأن “اللعبة مكشوفة”، وأن “القرارات الكبرى تُطبخ في الكواليس وليس في المجالس المنتخبة”.
رغم ذلك، لا يخلو المشهد من مبادرات محلية نزيهة وأصوات شبابية مستقلة تحاول استعادة الثقة في العمل العام، لكنها تواجه، بحسب مراقبين، “آلة حزبية وإدارية ضخمة تُحاصر كل محاولة للتجديد أو النقد”.
بينما تغيب المشاريع الهيكلية التي كان المواطن ينتظرها، تتناسل، في المقابل، مشاريع “مناسباتية” وقرارات توصف بـ“الانتقائية”، في وقت يرى فيه عدد من المتابعين أن “المدينة تُباع قطعة قطعة”، سواء عبر تفويتات أو قرارات تُثير الشكوك حول شفافية تدبير المجال الترابي.
وختم أحد النشطاء المحليين في تصويره للمشهد بالإقليم بالقول: في كلميم، لم نعد نبحث عن التنمية، بل فقط عن من يملك الشجاعة ليقول الحقيقة… السياسة صارت تجارة، والمدينة هي الثمن”.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد