مكناس.. بلطجية يفرضون قانونهم بالمحطة الطرقية والمهنيون يصرخون: أين هيبة الدولة؟

هبة زووم – مكناس
تعيش المحطة الطرقية بمدينة مكناس منذ فترة على وقع فوضى متصاعدة، بعدما فرض عدد من الأشخاص المعروفين بسوابقهم العدلية “قانونهم الخاص”، في غياب واضح لأي تدخل حازم من السلطات المحلية والأمنية.
فقد تحولت المحطة، التي يفترض أن تكون فضاءً منظماً لخدمة المسافرين، إلى مسرح مفتوح للعنف والابتزاز، حيث يسيطر ما يُعرف محلياً بـ“الكورتية” على المداخل والمخارج، فارضين إتاوات على المهنيين وسائقي الحافلات تحت التهديد، في ظل صمتٍ مريب من الجهات الوصية.
وشهدت المحطة صباح اليوم الجمعة اعتداءً جديدًا، حين تعرض أحد مساعدي سائق حافلة متجهة نحو الدار البيضاء للضرب المبرح على يد أحد البلطجية المعروفين، ما تسبب له في إصابات خطيرة على مستوى الوجه نقل على إثرها إلى المستشفى. الحادثة أعادت إلى الواجهة التساؤلات القديمة الجديدة حول “من يحمي هؤلاء المتسلطين؟”.
ويؤكد مهنيون عاملون بالمحطة أن المعتدي معروف لدى السلطات، وسبق أن أدين في قضايا تتعلق بالابتزاز والعنف، غير أن إطلاق سراحه في كل مرة “بكفالة روتينية” جعله يشعر بحصانة غير معلنة، بل بات يتباهى أمام الجميع بأن القانون لا يطاله.
ويرى مهنيون أن المشكل لم يعد مجرد تجاوز فردي، بل تحول إلى أزمة ممنهجة تضرب في عمق العدالة، إذ تتكرر الحالات رغم شكايات المتضررين، فيما تبقى تدخلات الأمن محدودة، وقرارات النيابة العامة – حسب تعبيرهم – تفتقد للصرامة اللازمة لردع المتورطين.
ويقول أحد الفاعلين النقابيين في قطاع النقل لـ”هبة زووم” إن ما يجري “لا يمكن اعتباره سوى نتيجة مباشرة لتراخي مؤسسات الدولة، إذ أصبح الفضاء العمومي خاضعاً لمنطق العصابات الصغيرة التي تمارس سلطة موازية باسم القوة والبلطجة”.
ويحذر مهنيو النقل من أن استمرار هذا الوضع يُنذر بانفلات خطير داخل المرفق، داعين عامل الإقليم والنيابة العامة إلى التدخل العاجل لإعادة هيبة القانون وضمان سلامة العاملين والمسافرين على حد سواء.
فمكناس، المدينة ذات التاريخ العريق، تستحق محطة طرقية تليق بمكانتها، لا بؤرة عنف وابتزاز تُهدد الأمن العام وتزرع الخوف في نفوس المواطنين.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد