هبة زووم – محمد أمين
تحولت ابن سليمان إلى مدينة على الورق حولها الفقر والعبثية وضعف التسيير وانسحاب هيبة الدولة إلى بؤرة سوداء، وجعل منها جزيرة للعبث والاستهتار بالقوانين، في زمن تشهد في المدن المغربية ثورة تنموية شاملة.
موقعها الجغرافي بين القطب الاقتصادي والقطب السياحي، جعل الحلم مشروعا، لدى عدد من سكانها، في الانتقال بإبن سليمان من مجرد جماعة ابن سليمان بمظاهرها القروية (تجول الدواب، الكلاب الضالة، ضعف الإنارة، غياب مرافق ترفيهية وثقافية…) إلى قطب تنموي هام غير ملوثة تشغل جيشا كبيرا من العاطلين وتوفر مداخيل مالية للتنمية المحلية، قبل أن يستحيل هذا الحلم إلى غبار تذروه رياح الجشع واستئساد لوبيات الفساد وتحالف بعض من أصحاب التدبير مع مافيات العقار التي استعمرت المدينة واحتلت جميع أطرافها…
العامل اليازيدي رفع الراية البيضاء أمام سرطان محاربة التغيير الذي ينخر كل مبادراته الإصلاحية، فمنذ وطأت قدمه تراب الإقليم لم يغمض له جفن وظل يتنقل بين الأزقة والشوارع قصد رصد الخصاص، ونهج سياسة القرب من المواطن، والسهر شخصيا على عدة مشاريع، لكن بالمقابل فشل أمام المفسدين الذين حولوا كل مبادراته ومشاريعه التنموية (تبليط الأزقة، المركبات السوسيوثقافية، ملاعب القرب، الحدائق…) إلى مشاريع فاشلة ، مما حدا به إلى إجراء عملية جراحية للعديد من المشاريع التي تمولها بشكل أساسي وزارة الداخلية.
مدينة ابن سليمان كتب على فئة من سكانها التشبث بأحد الكراسي في قاعة الانتظار، بينما تعيش فئات أخرى، على جرعات الأنسولين والسيروم مما استحوذت عليه من عقارات ومشاريع والتحكم في أزيد من أربعين سنة من مسقبل مدينة ابن سليمان.

تعليقات الزوار