العرائش: العامل بوعاصم العالمين يحصد أخطاء اصطفافه إلى جانب السيمو وابنته

هبة زووم – محمد خطاري
كشف واقع الحال أن حزمة من الكيانات السياسية بإقليم العرائش لم تجدد عرضها السياسي للتفاعل مع أسئلة وتطلعات ساكنة الإقليم، حيث أن الأزمة التي دخلت إليها أرملة الشمال تعزى إلى استمرار نفس الوجوه في التناوب على المسؤوليات باختلافات طفيفة في توزيع كعكة المناصب عبر بوابة كل استحقاق انتخابي.
ما يجعل وقع هذه العملية لا يثمر إنجازات تساير تطلعات المواطنين التواقين للتغيير، كما أن استمرار اعتبار مدينة العرائش (كاراج) ثاني لأم الوزارات، وزارة الداخلية وباقي الوزارات المركزية، من خلال إيفاد مسؤولين لتدبير شؤون مصالح مدينة العرائش، يطلون على التقاعد تارة، أو في إطار تنقيل عقابي، يزيد الطينة بلة بالعرائش.
وضعية استثنائية لمدينة تعيش سنوات استثنائية، جعلت شبابها يضطر للانسحاب من التدبير الواقعي لشؤونه المحلية متجها إلى بوابة العالم الافتراضي وانطلاقه في التنظير وتوجيه الانتقاد هناك وهناك، تارة بدوافع ومعايير معقولة وتارة أخرى باندفاع طائش قاد بعضهم وراء القضبان بعدما تجاوزوا حدود الانتقاد البناء و”حرية التعبير”.
مجالس منتخبة جماعية وإقليمية تعقد اجتماعاتها وفق رؤيتها المنحصرة في إرضاء كوادر الانتخابات وينابيع الأصوات الانتخابية في انتظار كل استحقاق، ما يجعلها لم تتمكن من ولوج العهد الجديد للمقاربة التنموية التي يقودها صاحب الجلالة عبر ورش النموذج التنموي الجديد، الذي يجعل من ركيزته خدمة المواطن كيفما كان لونه السياسي والانسلاخ عن الخلفية السياسية بمجرد تسلم كرسي التدبير، والسهر على صرف المال العام في مشاريع تنموية حقيقية بعيدا عن الولاءات السياسية.
لتبقى أمام هكذا واقع أسئلة ورسائل ملك البلاد معلقة، خاصة ما يتعلق بسؤال انعدام ثقة المواطنين في مختلف الأحزاب السياسية، ولا سيما بعد تكرار نفس الوجوه على كراسي التدبير.
إن فشل جل الهيئات السياسية بإقليم العرائش مرده ضعف التأطير والتكوين والاستقطاب، والابتعاد عن الأدوار الحقيقية للأحزاب المتجلية في لعب دور الوساطة بين مطالب الشعب ومؤسسات الدولة، ما يجعل معظم شباب الإقليم يختار الانزواء ومقاطعة كل استحقاق انتخابي، لتذمرهم من الوعود التي تتبخر بمجرد الإعلان عن النتائج الانتخابية، في وقت تبقى شريحة الكهلة والشيوخ والمعمرات هي الفئة المستهدفة والمرغوب فيها لرفع نسبة التصويت وترجيح جهة على أخرى.
وضعية لم تعد مستعصية الفهم، حيث أفقد العامل بوعاصم السياسة رونقها أمام سكوته بل عجزه أمام الأخطاء المتتالية للسيمو وابنته، وهو ما يعكس مقومات السياسة العرجاء التي يعرفها إقليم العرائش.
صدقوني أسئلة الملك والشعب بإقليم العرائش تبقى معلقة نتيجة التناحر بين الساسة، ما يجعل العرائش تبقى خارج التنمية، في وقت أن البديهي أن يتحدوا رغم اختلاف تلويناتهم للترافع على قضايا الإقليم والسهر على التنزيل الفعلي للاستثمار العمومي في مشاريع تنموية حقيقية تساير تطلعات ساكنتها التي نخر معنوياتها الصبر وطول الانتظار دون ملامسة احتياجاتها واقعيا، مع انتظار اقتراب الاستحقاق الانتخابي للتشمير على سواعدهم والتسابق بحثا عن كنز كرسي التدبير.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد