تطوان: العامل المنصوري بين صناعة الوهم والعمل قبل فوات الآوان؟
هبة زووم – الحسن العلوي
تطوان، أو ما يطلق عليها البعض الآخر “الحمامة البيضاء”، كل هذه الأسماء قد تليق بها حين تلقي نظرة على جماليتها، لكن حين تغوص في أعماق أحياء ساكنتها الأصلية وتسلك مدرجات مشاكل أبنائها فذاك شيئ أخر، لن تجد سوى الفقر المدقع والبطالة والتهميش و الاقصاء.
فهذا أمر يحز في نفس ويدخل البؤس فالنفوس، ألم يكفيك أيها البؤس الراهن أنك قامرت بكل شيء، وأوصلت المدينة إلى مشارف الانهيار، نحن تعودنا أيها البؤس خن كما تشاء…
أما سلطات المراقبة، فلا عين رأت ولا أذن سمعت إلا من رحم ربك، فثمة ما يشبه الإجماع أن دار لقمان مازلت على حالها و”ما تبدل صاحبك إلا بما هو أكرف”، كما يقول المثل.
قوة كلمة صناعة الوهم التي أصبح يتقنها العامل المنصوري، مفهوم يجهله الكثير، فنحن نثرثر لا نتكلم, سيقودنا من عرف قوة الكلمة ومن عرف سرها، بالكلمة يمكنك صناعة الوهم، وبالوهم ستبرمج العقول.
اوهموك بانك تعرف عدوك فقد صنعوه وفق مقاييس علموها اياك، آمنا بقضية زائفة فقاتلنا من أجلها ومتنا لأجلها لكننا في غرغرة الموت اكتشفنا بأننا متنا من أجلهم.
بيع الوهم قد ينفع مرة ولكن ليس في كل مرة، فساكنة تطوان كانت تنتظر الكثير مع وصول العامل المنصوري إلى المدينة، لكن إلى حدود الساعة السيد العامل اختار الانزواء في مكتبه ومتابعة ما يحدث من نافذته دون أن يحرك ساكنا، أمام مجلس المدينة الذي أصبح مشلولا وأكثر مسؤوليه هم الآن داخل السجن والباقي في الطريق.
اليوم العامل المنصوري أمام امتحان صعب إما أن يشمر على ساعديه ويخرج إلى الميدان لوضع حد للفوضى التي تعرفها جل المجالس المنتخبة والبوكلاج غير المسبوق الذي تعرفه المدينة، عبر إعادة ترتيب الأولويات أو مواصلة صناعة الوهم في انتظار الطوفان القادم الذي سيكون هو أول ضحاياه؟؟؟