هبة زووم – محمد خطاري
في زمن مضى، كان تولي المنصب العمومي والمسؤلية العمومية يجري وفق منطق.. ويجري وفق حد أدنى من الأخلاقيات ومن الأعراف ومن الوقار.. لكن اليوم، فقد أصبح كل شيء مستباحا حتى أنه قد ينتابك إحساس كما لو أن الكلمات غادرت معانيها..
الحديث هنا الأداء الإداري بقسم التعمير ومردوديته بمجلس مدينة الدارالبيضاء رهين بخدمة المواطنات والمواطنين ورعاية المرفق العمومي والمصلحة العامة الأمر الذي يتطلب معالجة جذرية، من شأنها رفع الأداء و الإنتاجية والنجاعة و هو إجراء لا يمكنه أن يتأتّى باستبدال فرد بِفرد من نفس “الطِّينَة”، لضرورة ما تقتضي حملة تنقيلات تلقائية إن لم أقُل عشوائية كوسيلة أقل تعقيدا من التنقيلات التأديبية و قيودها التي تراهن عليها حركات المجتمع المدني تنزيلا لمقتضيات الدستور في شقه المتعلق بارساء مبادئ الحكامة الجيدة وقيم المواطنة والنزاهة والشفافية وربط المسؤولية بالمحاسبة.
فرغم دسترة الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها (الفصل 36 و167 من الدستور ) والمجلس الوطني لحقوق الإنسان (الفصل 161منه ) ومؤسسة الوسيط (الفصل 162 ) ثم مجلس المنافسة (الفصل 166) وإصدار مجموعة من النصوص القانونية ذات الصلة بمبدأ النزاهة والشفافية، ظَل الفساد مستشريا في ظِل وجود بنية سياسية و اقتصادية وثقافية فاسدة.
لذا فترقية أي موظف ينبغي أن تكون انعكاسا لمساره المهني و مقرونة بما أنجز و قدّم بشكل أو بآخر لنُبل الوظيفة التي يمارسها سواء كانت هذه الترقية بالتّنقيط أو الأقدمية، بأمر سام أو بقرار من مجلس الوزراء لا “مكان” فيها لقياس الكسول بالمجتهد أو الناجح بالفاشل أو المَيْل والقُرب بشكل أو بآخر لجهة ما..
وأعتقد أنه لا يمكن محاربة و محاصرة الفساد بالاعتماد على يقظة الضمير من حين لآخر أو “الإرشاد” أو بتبني الخطابات الشعبوية، بل بترسيخ حكم القانون وتطبيقه بفعالية باعتبارهما أضمن الوسائل لمحاصرة و مكافحة الفساد خصوصا في الملفات الكبرى التى تهم التعمير بالدارالبيضاء.
ولاحظوا مثلا ما يجري في التعمير بالدارالبيضاء تحديدا.. في إطار تشبت العمدة بسيدة أقل ما يمكن وصفها فاشلة، وفعلا إن ما يجرى في هذا العالم هو أقرب إلى الانقلاب في كل شيء بما في ذلك الانقلاب على القيم وعلى التاريخ.
ما يحدث اليوم بقطاع التعمير قد فجر حربا غير مسبوقة بين لوبيات معروفة بالدار البيضاء، كل منها تنتظر بأي غلطة من الفريق الآخر من أجل الإطاحة به، كون التعمير بالعاصمة الاقتصادية يعتبر الدجاجة التي تبيض ذهبا؟؟؟

تعليقات الزوار