بعدما تنفست ساكنة الحوز الصعداء بعد رحيل العامل بنشيخي عودته تعيد عقارب الإقليم إلى الوراء

هبة زووم – أبو العلا العطاوي
يستطيع المتتبع العادي للشأن المحلي بإقليم الحوز أن يكتشف حجم الخسران الذي مني به العامل المخلوع نسبة إلى الخلعة وهو راجع منتشي بانتصاره على ساكنة معزولين أنهكهم الزلزال، يستمر الشعور بالإحباط عندما يرى هذا المواطن الأعزل عودة العامل بنشيخي بعقلية المنتقم لكل من تشفى فيه.
كما يستطيع هذا المواطن المغلوب على أمره أن يكتشف أن سيرك كليلة و دمنة لم يعد مقنعا بالمرة أن نبرر به التناقضات، ويصبح حجة عكسية تعود مرتدة لصدر صاحبها بعد فوات الأوان، لأن السحر انقلب على الساحر حتى جعله كالثور الهائج يأكل الأخظر واليابس وكأن ليس هناك شخص يصلح عامل سواه .
لكن العامل المخلوع يعرف أن شعبيته في انحدار متواصل، فهذه هي الحقيقة الساطعة التي لا يستطيع أحد أن يحجبها بالغربال.
تدخل العامل بنشيخي المبالغ فيه في السياسات العمومية الترابية بعد انتخابات الثامن من شتنبر، كانت له آثار سلبية على مسار الديمقراطية الترابية بإقليم الحوز من خلال النزع العملي لصلاحيات المؤسسات المنتخبة وإفراغها من وظائفها وإعادة انتاج النزعة المركزية على الصعيد الترابي، ليتحول العامل من موظف سامي إلى حاكم محلي أو “وصي” على رؤساء المجالس الجماعية.
فرغم كل الشعارات المرفوعة من قبيل إدارة فعالة، خدومة، منفتحة، مواطنة وقريبة من انشغالات المواطنين، إلا أن واقع إدارة عمالة الحوز في عهد بنشيخي كانت عكس الطموحات تماما، وأظهرت للجميع عجزها وفشلها في تحقيق كل مهامها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، بل وأبانت عن فشلها في تدبير بعض القطاعات الحيوية إن لم نقل كلها .
السؤال اليوم هو كيف سيتعامل رؤساء الجماعات وبرلمانيون مع مطالب العامل بنشيخي، الذي يعلم الجمع لغة حواره المعتمدة على “أنا والطوفان من بعدي” ووقعو ثم حولو وإلا فالعصا موجودة لضرب كل من يريد أن يصدح بـ”لا” في وجهه.
ساكنة الحوز كانت تنتظر عامل له حس اجتماعي وليس عامل لا يمكن له أن يفرق بين الخيط الأبيض والأسود لكثرة تنقلاته إلى العاصمة الاقتصادية، التي وقع فيها ما وقع، لتتحرك الهواتف الساخنة من أجل إرجاعه لمكانه؟؟؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد