هبة زووم – محمد خطاري
القاعدة القانونية تؤكد أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته، وفي حالة عمالة سيدي قاسم العامل الحبيب ندير كل شيء يعكس أن المدينة في مفترق طرق صعب جدا يؤدي إلى منعرجات أصعب وإلى متاهات متشعبة وقد لا ينجوا داخلوها.
علما أن الجماجم العقيمة لا يمكنها إلا أن تلد الأفكار الميتة، كما تجلت أيضا في حلبة التباري المعالم الخفية لطغيان المصلحة الشخصية على العامة مما يعكس أيضا سكيزوفرينيا النوايا المصلحاتية.
فعوض خلق صراعات حول الهموز كان من الأجدر خلق فرص من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه وإنقاد ما يمكن إنقاده، وعوض البحث عبر الاجتهاد في التفكير عن طرق ناجعة للوقوف في وجه مخططات العامل، كان من الأجدر التفكير في السبل الكفيلة بتدارك ما هو قابل للتدارك من أجل الصالح العام، وعوض التهافت خلف الهموز كان الأحق الاهتمام بالعمل الرئيسي وعوض استغلال الظروف والأوضاع.
مع كامل الأسف فالنزعة المكيافيلية هي السائدة مما ينم عن أزمة بنيوية على مستوى عقليات النخب المتصارعة، فلو كنا ننفخ في النار لاستنارت ولكننا ننفخ في الرماد ولو نادينا أحياءً لاستجابوا ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي، مما يؤكد من جديد أن المدينة أخطأت ثانية موعدها مع التاريخ، حيث أصبحت الساكنة تناشد انبلاج فجر جديد وانفراج وضع قريب لعلها تحظى بجرعة أمل منشود فاقت مداه كل الحدود.
ولعل بطن هذه المدينة ولو بعد حين من الزمن تلد أبناء بررة صادقين صالحين من الكفاءات والغيورين عليها لتعيش معهم في نعيم من غير فتن، ولكي لا تظل تعاني كل هذه المحن ولكي لا تتجرع مرارة جحيم وجحود بشساعة هذا الوطن.
تعليقات الزوار