بني ملال: هل ينجح الوالي بنرباك في تصفية تركة الخطيب لهبيل؟

هبة زووم – أبو العلا العطاوي
نستطيع أن نمهد لهذه السطور بالقول إن وضع نصب عيني مسألة الإصلاح بنفس جديد بولاية جهة بني ملال خنيفرة، يفرض نفسه لكونها (مسألة الإصلاح) مدخلا، وهدفا لبناء رؤية واقعية غير منفصلة عن المستقبل.
وهذا يتطلب منا الاعتراف أولا بأن اختلال أوضاعنا، وشؤوننا العامة بشكل دراماتيكي، يتمادى كلما اتسعت دائرة استغلال أمية فئة عريضة من المجتمع بالجهة لرسم خريطة طريق في انتخابات 8 شتنبر من طرف الوالي السابق الخطيب لهبيل.
وليس من اليسير وضع حدود لها مادامت ألغازها معقدة، وكلما أيضا وجدت إمكانية استغلال مجهودات بعض المواطنين بشكل سلبي، ومحقق معا لفائدة مصالح فئوية.
في المشهد الملالي بدا ذلك واضحا، ويعود ذلك إلى الفقر والهشاشة الاجتماعية، أو إلى انعدام الوعي… أو إلى استغلال الدين لخدمة أجندات محددة، بناء على وعود سياسية، مجملها تنقلب إلى افتراءات فجة، ولم تكن هذه المحصلة سوى مظهر من مظاهر أزماتنا المتفاقمة التي تحول دون تحقيق التقدم بوصفه إنجازا اجتماعيا.
ما يحصل اليوم بجهة بمي ملال خنيفرة في المجال السياسي، إذا حاولنا استقراء هذا الوضع، ليس أمرا غير مرغوب فيه فحسب، بل يمكن القول بأنه كارثي بامتياز سببه أخطاء وخطايا الوالي الخطيب لهبيل في الانتخابات، فمعظم الذين يرون أنفسهم سياسيين ليسوا دعاة الإصلاح بالمعنى الحقيقي، – عمليا -، كما يمكن أن يتبادر إلى أذهان بعض المواطنين، بحكم سيادة “ظمأ السلطة” لدى معظم الساكنة، وانعدام ثقة المواطنين فيها.
الوالي بنرباك هو وجه تاني لعملة وكيفما كانت التفسيرات أو تأويلات، فإن فقدان التغيير الإيجابي عموما مرده، غياب المنظومة المعرفية، والإدراكية الجامعة، المتكيفة مع التحديات، والمعالجة لأسباب الانحطاط، والوجدان المشرذم، والمتناقض بين اتجاهات متناقضة، ومن هنا فإن رسم بديل حقيقي يبدأ بالإرادة القائمة على تغيير آليات اشتغال، سواء من ناحية ترتيب بيتها الداخلي، أو من ناحية رؤيتها لواقعنا غير البعيد عن انتظارات المواطنين.
نتمنى أن يكون الوالي بنرباك المعين بولاية بني ملال خنيفرة قد راجع حساباته بعد إدخاله إلى كراج الداخلية، وتعلم من أخطاءه السابقة في تسييره لولاية درعة تافيلالت، كي يعمل على تصفية تركة الخطيب لهبيل، وهي عملية لن تكون بالسهلة؟؟؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد