الدارالبيضاء: منتخبون يحولون العمل الجمعوي إلى بقرة حلوب

هبة زووم – محمد خطاري
يعرف العمل الجمعوي بالدارالبيضاء فورة في إطارها التنظيمي، فإذا تكلمنا بلغة الأرقام عن الحجم الكمي لها فسنجد ما بين 1000 و 700 جمعية داخل تراب العاصمة الإقتصادية.
هناك جمعيات نشيطة وفاعلة، تمارس دورها في التأطير والتحسيس والتنمية، وتلعب باتقان دور الوساطة بين المواطنين ودوائر السلطة وتشارك في اتخاذ القرارات وصنعها وبلورتها ومتابعة تنفيذها وتمارس نوع من الرقابة الأدبية على الهيئات المنتخبة والتنفيذية.
لكن إذا تأملنا في الواقع المرير سنجد أن الحقل الجمعوي بالدارالبيضاء تطفلوا عليه أناس جامدين، انتهازيين ومجردين من المصداقية، مستهترين بالقوانين، خادمين للصالح الخاص…
كما يدرك أيضا أن العمل الجمعوي بات يعيش انحرافات كثيرة عن تعريفه ومفهومه وعن وظائفه وخصوصياته وجوهره وأهدافه ومراميه النبيلة، من طرف جمعيات أصرت على تمييعه وإفراغه من لبه وتميزه الخاص حتى أضحى الميدان يجد نفسه وسط دوامة، اذ إنحرف عن مساره بـ 360 درجة وافرغ جانب كبير من محتواه لينتشر في جسده المريض سرطان الفساد.
وهكذا أصبحت بعض الجمعيات جمعيات للفساد بامتياز يمارس فيها المفسدون هوايتهم المعهودة للكسب غير المشروع، والنتيجة إذن أننا أصبحنا أمام مظهر جديد من مظاهر الفساد في الدارالبيضاء يمكن تسميته بالفساد الجمعوي، حيث أن خطورة ظاهرة الفساد الجمعوي الذي بدأ يستشري بالدارالبيضاء هو مأسسته وتحوله إلى سرطان ينهش في جسد الساكنة المحلية ويزرع سلوكا انتفاعيا يضرب في الصميم القيم النبيلة والأصيلة للعمل الجمعوي ويهدمها.
هذا الواقع المر الذي بات الجسم الجمعوي يتخبط فيه يجب على كل الغيورين عليه التشمير على الساعد والوقوف على هذا الحقل و تكنيسه من بعض الطفيليات والمتنطعين من أجل رد الاعتبار اليه وإعادته لصوابه وطرد المنتخبين الذي يستغلونه شر استغلال.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد