سيدي بنور: العامل بوكوطة عنوان للفشل فمتى تتدخل الوزارة الوصية لتصحيح الوضع

هبة زووم – الحسن العلوي
الغريب أن ذلك التصنيف الاستعماري الذي درسناه في كتب التاريخ – المغرب النافع والمغرب غير النافع – قد أيقضه كسل و إهمال مسيرو المدن.
فهناك مناطق تستفيد من الدعم السخي و أخرى مهمشة، هناك مصانع و معامل و أوراش كبرى تستفيد منه جهات معينة فقط، وأخرى يعاني شبابها العطالة والفقر والتهميش.
وبالمقابل فقد صاغ الدستور الجديد ميلاد النظام الجهوي كأسلوب جديد في الإدارة قصد تسريع عملية التنمية، و الحرص على استفادة سكان الجهات من خيرات و مشاريع مناطقهم.
لكن و لأن هناك مسافة فاصلة ما بين التنظير و التطبيق، فلا تزال مضامين التنمية و الحكامة الجيدة والرشيدة رهينة بتوفر الرقابة والجدية من الإدارات و المجالس المنتخبة.
لتظل سيدي بنور تناجي خيباتها في حوار جهوري ما بين الموج والشط، و تبصق حسرتها على عناد واقع يرفض الارتقاء، لكنها تظل مهما حاولوا تهميشها، نجمة عالمة تضيء أرواحنا فيها.
هذه المدينة التي ولدنا فيها لا تزال شاهدة على طفولتنا ومراهقتنا و شبابنا، لا تزال شوارعها و دروبها موشومة بأعمالنا الصبيانية ومؤامراتنا ضد الأحياء المجاورة، و حروبنا الصريحة و الباردة، لا تزال تلك الجدران و الأعمدة الكهربائية تحمل بصماتنا و بصمات أبائنا و أجدادنا، فالذاكرة لا تتعثر إلا بأماكن أحببناها بكل ما أوتينا بصدق، فيفضحنا الحنين رغما عنا، و الحنين هو وسيلتنا الوحيدة حين تبتلع الخيبة حناجرنا.
خيبة سيدي بنور في عهد العامل بوكوطة هو ما وصلت إليه من إقصاء و تهميش، من غياب إرادة حقيقية للعامل بوكوطة في تنمية المدينة وفق إطاره القانوني و التنظيمي و الهدف الأساسي من إنشاءه، من غياب دور الإدارات و الوزارات المعنية في جلب الاستثمار و تجهيز البنيات التحتية و إقامة الأوراش التنموية الكبرى، خصوصا و أن مدينة سيدي بنور تتوفر على كافة المقومات الأساسية لتكون رائدة لجميع مدن المملكة، و هو ما يؤلمنا و يعمق جراح غيرتنا، فالذي يتألم و لا يتكلم، لا يعني أنه بليد أو قطعة من جليد، بل يعني أن ثمة ألما داخليا لا تعادله مرارة.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد