الحاجب: المدينة تبكي حظها العاثر مع بقاء العامل الأزهر

هبة زووم – الحسن العلوي
حياة معشر ساكنة الحاجب عبارة عن متتالية ومصفوفة منظمة لأشكال غريبة الأطوار لا تمث بصلة لمدينة في القرن الواحد والعشرين.
فالمعاناة التي تواجه المواطن بالإقليم، أي نعم هي لا تقتل جسديا لكنها تقتل فكريا وعقليا وتبيد الثقة في المسؤولين ومؤسسات الدولة، وهذا أخطر كثيرا من القتل وإبادة المواطنين الأبرياء، لتتحول مدينتي إلى مقبرة لمواطنين أحياء.
انا لست متشائما ولست خائنا للوطن، لكن قد أكون فردا من سرب مواطني المدينة المنسية، بار بمدينتي، استنشق رائحة الحاجب من عين المدينة تذوقت طعم المغامرة والدفاع عن مدينتي منذ صغري، وأشعر بنكهة الغيرة وأنا أشاهد مدن بالمملكة الشريفة في حجم مدينتي كانت بالأمس جماعات قروية، وكيف تحولت إلى مدن بتصميم حديث وراقي يواكب تطلعات القرن الواحد والعشرين، في حين مدينتي تراجعت مكتسباتها. فإلى متى ستستمر مدينتي عفوا مقبرتي العزيزة في حظها العاثر مع بقاء العامل الأزهر؟
وفي الليل أو فترات الفراغ، يلج المواطن الحاجب للفضاء الأزرق العنكبوتي (الانترنيت) بحثا على فترة قصيرة من الراحة الفكرية والمادية لبعض الوقت ينسى من خلالها أسباب وعوامل ومضاعفات معاناته اليومية المتنوعة مما يجعلها قيلولة وهمية مؤقتة بمشاهدة انجازات تثلج الصدر لمسؤولين غيورين على مدن تبوؤوا التسيير داخل إدارة بها.
فالمواطن يوهم عقله وذاكرته بأشياء بعيدة كل البعد عن واقع حياته اليومية المتعفنة بالحاجب، لكن يمر الوقت سريعا ليستيقظ من عالمه الفاضل على رسالة من شركة الاتصالات (لقد تم استنفاذ رصيدكم من الانترنيت) أو بسبب حلزونية تردد شبكة الإنترنيت ليعود إلى واقعه بكل حسرة ومرارة…
لا المناظر الحادة ولا سوق النخاسة ولا بيع اللحم أخظرا أو مطهي سينفع الحاجب، لأنه في الأخير تجوع الحرّة ولا تأكل من ثديها؟؟؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافق المزيد