هبة زووم – حسن لعشير
في خطوة هامة لعودة النظام والجمالية إلى شوارع مدينة تطوان، انطلقت، يوم الأربعاء 4 فبراير 2025، حملة موسعة لتحرير الملك العمومي، وذلك برئاسة باشا المدينة وبإشراف السلطات الإقليمية.
الحملة التي استهدفت في البداية شارع محمد الخامس، وخاصة الجزء الممتد في الحي المدرسي، تأتي ضمن جهود محاربة ظاهرة احتلال الفضاءات العامة من قبل الباعة المتجولين أو ما يعرف بـ”الفراشة”.
وقد بدأت اللجنة المعنية بمحاربة هذه الظاهرة عملها من خلال تحرير الرصيف العمومي أمام محطة وقوف سيارات الأجرة من الصنف الأول، حيث تم إزالة الطاولات والمظلات التي كانت تعرقل الحركة وتحتل المساحات المخصصة للمشاة.
هذه الخطوة لاقت ترحيبًا واسعًا من طرف ساكنة المدينة الذين اعتبروا الحملة خطوة إيجابية نحو استعادة الجمالية التي طالما افتقدتها المدينة.
وجدير بالذكر أن جريدة “هبة زووم” كانت قد نبهت في العديد من مقالاتها السابقة إلى ظاهرة احتلال الملك العمومي بشارع محمد الخامس، وذلك في إطار متابعتها المستمرة للمشاكل التي يعاني منها هذا الشارع الحيوي في المدينة.
فقد سبق وأن سلطت “هبة زووم” الضوء على هذا الوضع في مقال نشر بتاريخ 19 غشت 2024 تحت عنوان: “هل سيصلح باشا تطوان الجديد تركة سلفه ويقوم بوضع حد لاحتلال الملك العمومي بالمدينة”.
هذا، وتأتي هذه الحملة في وقت حساس بعد سلسلة من التغييرات التي شهدتها السلطات المحلية، حيث تم نقل قائد الملحقة الإدارية للحي المدرسي إلى مدينة جرادة، وكذلك انتقال باشا تطوان إلى مدينة تازة.
هذا التغيير سلط الضوء على العديد من الملفات العالقة التي لم تجد حلولًا جذرية في فترة سابقيهم، حيث كان من أبرز هذه الملفات هو احتلال الملك العمومي وتزايد الفوضى في الشوارع الرئيسية.
ومن ضمن تلك الملفات، كان هناك تذمر شديد من قبل السائقين المهنيين في محطة سيارات الأجرة الواقعة بشارع محمد الخامس، الذين كانوا يعانون من نقص المساحات المتاحة للوقوف بسبب التعديات التي قام بها الباعة المتجولون.
وتواصلت جريدة “هبة زووم” مع عدد من هؤلاء السائقين الذين أكدوا معاناتهم اليومية مع هذا الوضع، وناشدوا السلطات التدخل بشكل عاجل.
وفي خطوة حاسمة، جاء تدخل باشا تطوان الجديد، جواد مغناوي، الذي قام بتوجيه اللجنة المختلطة للإشراف على حملة لتحرير الأرصفة وتنظيمها.
كما تم إزالة الطاولات والمظلات التي كانت تنتشر على الرصيف، لتعود الأماكن المخصصة للمشاة والمرور كما كانت عليه، مما أعاد الانتعاش والراحة للمواطنين وسائقي سيارات الأجرة على حد سواء.
ويؤكد العديد من المتضررين من هذه الظاهرة أن تدخل الباشا جاء في وقته، وأن الإجراءات المتخذة كانت حاسمة وفعالة، حيث وجهوا شكرهم الكبير له على هذا التدخل الذي ساهم في تحسين الوضع بشكل ملحوظ، معتبرين أنه يمثل نموذجًا يحتذى به في التعامل مع مثل هذه الظواهر التي تضر بالمواطنين وبالصورة العامة للمدينة.
ويُنتظر أن تستمر الحملة لتشمل باقي الشوارع والأحياء في المدينة، في خطوة لإعادة النظام وتحقيق التوازن بين الحفاظ على جمالية المدينة وتوفير الظروف الملائمة للتجارة والنشاط الاقتصادي.

تعليقات الزوار